وما فيها، وأن رضابي ورضائي أحلى لنفسك من أمانيها، وأن هواي قد ملك منك الفؤاد، وأسلمك إلى الأرق والسهاد.
فقلت: ومن زين صبح الجبين بليل الشعر، وجمل سحر العيون بالكحل والحور، وغرس في عذب المراشف صغار الدرر، وخلق أقمارًا أرضية أبهى من الشمس وأحسن من القمر، وألسع كل متيم بعقارب السوالف، وأسكر كل صب بصهباء المراشف، وخلق خدودًا أطرى من الورد وأظرف، وأشهى من الخمر وألطف، لا تفتر عن الحمرة والتخجيل، ولا تصلح لغير العض والتقبيل.
وزين الثغور بيواقيت الشفاه، وجعل رضابها دواء كل صب وصفاه، وأبدع في إجادة الأجياد والأعناق، وجعلها سببا لزوال العناء عند العناق، وأعدم الخصور وأوجد الأرداف، وأبدع في زخرف مناطقها على الأحقاف.
إنك عندي أعز من بصري وسمعي، وأحب إلي من سروري ونفعي، وأحلى في عيني من جميع النسمات، وألطف عندي من هبوب النسمات، أجتهد في خدمتك فوق الاستطاعة، وأقابل أوامركَ بالامتثال والطاعة:
لأجلكَ سعيي واجتهادي وخدمتي ... ويا ليت هذا كُلَّهُ فيكَ يُثمرُ
1 / 22