Lavakih-i Envâr
الطبقات الكبرى المسماة بلواقح الأنوار في طبقات الأخيار
Yayıncı
مكتبة محمد المليجي الكتبي وأخيه، مصر
Yayın Yılı
1315 هـ
رضي الله عنه يقول: أول ما يجب على سالك طريقتنا هذه ترك الدعاوى الكاذبة، وإخفاء المعاني الصادقة.
قلت: وذلك لأن المعاني الصادقة نور وكلما تراكمت الأنوار في قلب العبد تمكن، وقوى استعداده، وكلما أظهر معنى خرج النور أولا فأولا فلا يثبت له قدم في الطريق والله تعالى أعلم، وكان رضي الله عنه أكثر إقامته في الجزيرة السادسة من البحر المحيط رضي الله عنه، وكان رضي الله عنه يأمر الريح أن تسكن فتسكن لوقته سكن جيل الهكار واستوطن بالس إلى أن مات بها سنة ثمان وخمسين وخمسمائة، ودفن بزاويته المنسوبة إليه، وقبره بها ظاهر يزار رضي الله عنه.
ومنهم الشيخ علي بن وهب السنجاري
رضي الله تعالى عنه
انتهت إليه تربية المريدين بسنجار وما يليها وتتلمذت له جماعة من أكابر مثل الشيخ سويد السنجاري، والشيخ أبي بكي الجاري والشيخ سعد الصنابحي، وغيرهم. مات رضي الله عنه عن أربعين مريدا كلهم من أرباب الأحوال وحكي أنه لما مات اجتمع هؤلاء المريدون في روضة تجاه زاويته فجعل كل منهم يأخذ من تلك الروضة قبضة من نباتها، ويتنفس عليها فتزهر من جميع الأزهار المختلفة الألوان من أصفر، وأخضر، وأزرق، وأبيض، وغير ذلك حتى أقر بعضهم لبعض بالتمكين والتصريف.
وكان رضي الله عنه يقول: حفظت القرآن العظيم وأنا ابن سبع سنين ثم اشتغلت بالعلم، وكنت أتعبد في مسجد بظاهر البرية فبينما أنا نائم ليلة رأيت أبا بكر الصديق رضي الله عنه فقال: يا علي أمرت أن ألبسك هذا الطاقية، وأخرج من كمه طاقية ووضعها على رأسي ثم جاءني الخضر عليه السلام بعد أيام وقال لي يا علي اخرج إلى الناس ينتفعوا بك فتثبت في أمري ثم رأيت أبا بكر الصديق رضي الله عنه في النوم فقال لي: كمقالة الخضر عليه السلام فاستيقظت، وتثبت في أمري ثم رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في الليلة الثالثة فقال لي كمقالة الصديق رضي الله عنه فاستيقظت، وعزمت على الخروج، ونمت في آخر الليل من ليلتي تلك فرأيت الحق جل، وعلا فقال لي يا عبدي قد جعلتك من صفوتي في أرضي، وأيدتك في جميع أحوالك بروح مني، وأقمتك رحمة لخلقي فاخرج إليهم، واحكم فيهم بما علمتك من حكمي، وأظهر لهم بما أيدتك به من آياتي فاستيقظت، وخرجت إلى الناس فهرعوا إلي من كل جانب رضي الله عنه. ومن كلامه رضي الله تعالى عنه: معرفة الله عز وجل عزيزة لا تدرك بالعقل بل يقتبس أصلها من الشرع ثم تتفرع حقائقها على قدر القرب فقوم عرفوه بالوحدانية فاستراحوا إلى الصمدانية، وقوم عرفوه بالقدرة فتحيروا، وقوم عرفوه بالعظمة فوقفوا على أقدام الدهشة، وأيقنوا أن لن يدرك أحد عينه، وقوم عرفوه بعزة الإلهية فتنزهوا عن الكيفية، والماهية وقوم عرفوه بصنائعه، واستدلوا عليه ببدائعه فشاهدوه بإبداعه، وصنعه، ورأوه في إعطائه، ومنعه، وقوم عرفوه بالتكوين فعرفوه بالثبات، والتمكين، وقوم عرفوه بلا غيره فأراهم من آياته ما لا عين رأت ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر، وكان رضي الله عنه يقول: من أحبه الحق، وأراده أسكن في قلبه الإرادة، فالمريد محب طالب، والشوق لقلبه غالب، والتوق للبه سالب، والمراد محبوب مطلوب مأخوذ مسلوب إلى الجناب مجذوب
Sayfa 118