============================================================
لطائف المفن بروح الله تعالى وتألفا بمحبة الله فكان ذلك منهما إقبالا إلى الله فآواهما الله بظله يوم لا ظل الا ظله وأما الرجل الذى دعته امرأة ذات حسن وجمال، فقال: إنى أخاف الله رب العالمين، فإته صلى نار مخافة الهوى من المولى، وخالف بواعث الطبع العارضة للتقوى، ولما خاف الله عرب إليه ولا هرب إليه هاهنا معاملة آواه الله إليه فى الآخرة مواصلة، فأظله الله بظله يوم لا ظل إلا ظله.
وأما الرجل الذى ذكر الله خاليا فقاضت عيناه فإنه لم تفض عيناه إلا من الفرح التى أحرقت قلبه، إما حياء من الله أو شوقا إليه أو خوفا من ربوبيته أو لشهود التقصير معه، فلما فعل ذلك حيث لا يراه أحد إلا الأحد كان ذلك معاملة لله واقبالا إليه بالاعتذار إليه أو بالتشوق، فآوى إلى الله فأظله الله فى ظله يوم لا ظل إلا ظله .
واما الرجل الذى تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه، فإنه قد آثر الله على نفسه ببذل الدنيا إيثارا لحب الله ما تحبه نفسه، لأن شان النفس حب الدنيا وعدم البذل لها فلا يبذل لها إلا من آثر الله عليها، ولذلك قال رسول الله (والصدقة برهان ) (1) أى: برهان يدل على آن العبد آثر مولاه على نفه وهواه، فلما مال العبد إلى الله بالمعاملة من الله عليه بأن أظله فى ظله يوم لا ظل إلا ظله .
وتشترك الأقام الببعة فى معنى واحد، فلذلك جوزوا جزاء واحدا اشترك فى أن كلا من هؤلاء السبعة صلى حر مخالفة الهوى فى الدنيا، فلم يذقه الله حر الآخرة، وقد قال حاكيا عن الله ( لا اجمع على عبدى خوفين ولا أجمع عليه أمنين أن أمنته فى الدنيا أخفته فى الآخرة، وإن أخفته فى الدنيا أمنته فى الآخرة)(2).
وقال عي فى قول رسول الله ( يسروا ولا تعسروا)(2 أى: دلوهم على الله ولا تدلوهم على غيره، فإن من دلك على الدنيا فقد غرك، ومن دلك على الأعمال فقد أتعبك ومن دلك على الله فقد نصحك وقال فى قول رسول الله كلز ( رأيت الجنة فتناولت منها عنقودا ولو أخذته ) حيح: أخرجه ملم (1) وأحمد فى منده (442/5) والترمذى (3517) والبيهقى فى الكبرى (42/1) : 5) اخرجه اليهتي فى المجعع (308/10).
اخرجه أحد فى صنده (399/4) وعبد الرزان فى الصنف (1654)
Sayfa 108