Letaif-i Maarif
لطائف المعارف فيما لمواسم العام من الوظائف
Araştırmacı
ياسين محمد السواس
Yayıncı
دار ابن كثير
Baskı Numarası
الخامسة
Yayın Yılı
1420 AH
Yayın Yeri
بيروت
Türler
Tasavvuf
انطلِقْ إليه؛ فإنَّه الذي كُنْتُ أحدِّثُكُمْ عنه (^١). وقد رُوي ما يدُلُّ على أنَّه وُلِدَ ليلًا، وقد سَبَقَ في المجلِسِ الذي قبلَهُ مِنَ الآثارِ ما يُستَدَلُّ بِهِ لذلك.
وفي "صحيح الحاكم" عن عائشةَ، قالت: كان بمكَّةَ يهودِيٌّ يتَّجِرُ فيها، فلمَّا كانتِ الليلةُ التي وُلِدَ فيها رسولُ اللهِ ﷺ، قال: يا معشَرَ قريشٍ! هَلْ وُلِدَ فيكُم الليلَةَ مولودٌ؟ قالوا: لا نَعلَمُه، فقالَ: وُلِدَ الليلةَ نَبيُّ هذه الأمَّةِ الأخِيرةِ، بينَ كتفَيْهِ علامةٌ فيها شَعَراتٌ مُتَواتِراتٌ كأنَّهنَّ (^٢) عُرْفُ فَرَسٍ، فخَرَجُوا باليهودِيِّ حتَّى أدخَلُوه على أُمِّه، فقالوا: أخرجي إلينا ابنَكِ، فأخْرَجَتْهُ، وكشَفُوا عن ظهرِه، فرأى تلكَ الشَّامَةَ، فوقَعَ اليهودِيُّ مغشيًّا عليه، فلما أفاقَ قالوا: ويلَكَ! ما لك؟ قال: ذهبَتْ واللهِ النُّبوَّةُ مِن بني إسرائيل (^٣). وهذا الحديثُ يدُلُّ على أنَّهُ وُلِدَ بخاتَمِ النُّبوَّةِ بين كتفَيهِ (^٤). وخاتَمُ النُّبوَّةِ من علاماتِ نبوَّتِه التي كان يعرِفُه بها أهلُ الكِتابِ ويسألونَ عنها، ويطلُبُون الوُقوفَ عليها.
وقد رُوي أن هِرَقْلَ بَعَثَ إلى النَّبيِّ ﷺ بتَبُوكَ (^٥) مَنْ ينظُرُ له خَاتَمَ النبوَّةِ ثم يُخبرُه عنه (^٦). وقد رُوِي مِن حديثِ أبي ذَرٍّ، وعُتْبَةَ بن عبدٍ (^٧)، عن النَّبيِّ ﷺ، أن المَلَكَيْنِ اللذينِ شقَّا صَدْرَهُ وملآهُ حِكْمَةً هُما اللَّذان خَتَماهُ بخاتمِ النُّبوَّةِ (^٨)، وهذا يخالِفُ حديثَ عائشةَ هذا.
وقد روي أنَّ هذا الخاتَم رُفِعَ مِن بَعْدِ مَوْتهِ مِن بين كتفَيهِ، ولكنْ إسنادُ هذا الحديثِ (^٩) ضعيفٌ (^١٠). وقد رُوِيَ في صِفَةِ ولادتِهِ آياتٌ تُسْتَغْرَبُ؛ فمنها ما رُوِيَ عن
(^١) ذكره الحافظ ابن كثير في "البداية والنهاية" ٢/ ٢٧٢ وعزاه لأبي نُعيم وقال: فيه غرابة، وما بين حاصرتين زيادة منه.
(^٢) في آ: "كأنَّها".
(^٣) رواه الحاكم في المستدرك ٢/ ٦٥١ في التاريخ، باب إخبار اليهود بولادة رسول الله ﷺ وصححه الحاكم، وتعقبه الذهبي فقال: قلت: لا.
(^٤) وهذا الحديث ضعيف كما عرفت، ضعفه الذهبي كما في "المستدرك" ٢/ ٦٠١.
(^٥) لفظة: "بتبوك" لم ترد في آ، ش، ع.
(^٦) انظر "فتح الباري" ١/ ٣٣ في بدء الوحي إلى رسول الله ﷺ عند قوله في حديث هرقل (حتى أتاه كتاب من صاحبه).
(^٧) في آ: "عتبة بن عبيد" وهو خطأ.
(^٨) حديث عتبة بن عبد السلمي، رواه الحاكم في "المستدرك" ٢/ ٦١٦ وصححه ووافقه الذهبي. وحديث أبي ذر رواه البزار. انظر: "مجمع الزوائد" ٨/ ٢٥٥ و٢٥٦.
(^٩) في ب، ط: "الخبر".
(^١٠) ذكره الحاكم في "تاريخ نيسابور" عن عائشة ﵂ قالت: فالتمسته. (تعني الخاتم) حين توفي فوجدته قد رفع. انظر: "شرح المواهب اللدنية" ١/ ١٥٦ عند ذكر خاتم النبوة، وهو ضعيف.
1 / 183