شرف الزمان بمثله ... شرف الأسنّة بالعوامل
سكن النّدي في كفّه ... سكني الرّواجب في الأنامل
وجرى الحياء بوجهه ... جرى الفرند على المناصل
١٣- وقال الأديب أبو المطرف عبد الرحمن بن فتوح:
وخلّ كان بألفني قديمًا ... مؤالفة الصوادي للورود
فلما قلّ وفرى صار يلقي ... تحياتي بلغظ من بعيد
١٤- وقال الأسعد إبراهيم بن أسعد القرطبي:
لو كنت شاهدنا عشية أمسنا ... والمزن تبكينا بعيني مذنب
خلت الرذاذ برادة من فضةٍ ... قد غربلت من فوق نطع مذهب
وقال:
ظلت به والدموع جارية ... أقبّل الجيد منه واللّيتا
تقطر درًّا حتى إذا وردت ... روضة خدّيه عدن ياقوتا
وقال:
ليس ليوم البين عندي سوى ... مدامع نجيعها سكب
كأنما فضّى بأجفانها ... رمّانةٌ فانتشر الحب
وقال:
عوذت قلبي منه بكل ما يتعوذ
كأمنا خدّه والعذار حين تأخذ
تفاحة علقت في سلاسل من زمرّد
وقال:
قمر لوى من فوقه ... من صدغ غالية حنش
ودنا ليلثم جمرةً ... من وجنتيه فانكمش
وقال: الأسعد بن إبراهيم في قبيح بين قبيحين:
أما ترى الدّهر وما قد أتى ... من حسن هذين وهذا السّمج
كدرتي عقدٍ على ثغرةٍ ... بينهما واسطةٌ بين سبج
وقال في أسود:
يا ربّ زنجي لهوت به ... الشمس عند سناه ممقوته
محدودب قد غاب كاهله ... في منكبيه فلا ترى ليته
قد حكّم التجعيد لمته ... فتراكبت فكأنما توتة
وإذا سعى بالكأس تحسبه ... جعلًا يدحرج فص ياقوتة
وكأنه والكأس في يده ... نجمٌ رمى في الجو عفريته
وقال من قصيدة:
توهم عطف الصّدغ نونًا بخدّه ... فبات بمسك الخال ينقطه نقطا
حيًا ألبس البستان وشيًّا مرصّعًا ... ومدّ على العقبان من سندس بسطا
تألّف من در وشذر نجاره ... فجاءت به العليا على جيدها سمطا
وقال من أخرى:
عليك عقلت مطيّ الأمل ... وعنك اعتقلت بروق الأسل
١٥- وقال أبو عبد الله محمد عبادة بن القزاز:
ثناؤك ليس تسبقه الرّياح ... يطير ومن نداك له الجناح
تطيب بذكرك الأفواه حتى ... كأنّ رضابها مسكٌ وراح
جليت إلى الأعادي أسدّ غاب ... براثنها المهنّدة الصّفاح
وقدتهم فكان لهم ظهور ... ولولا الشمس ما ظهر الصّباح
وقال:
شابت وزارة عصرنا ... ما شبّها عبد العزيز
فكأنما هو يوسفٌ ... وكأنها امرأة العزيز
١٦- وقال أبو عبد الله محمد مالك الطبري:
بخل الظاعنون بالتسليم ... فأعاروا الجفون سهد السليم
ما عليهم لو ودّعوا مستهامًا ... ذا غرامٍ مغري به كالغريم
منها:
علّمي القضب منك حسن التثني ... فبها حاجةٌ إلى التعليم
١٧- وقال جعفر بن محمد بن مكي بن أبي طالب:
لو كان علم الدين يبكي ميتًا ... لبكي الحديث عليه والتنزيل
يستجهل العلماء عند حضوره ... ويسكت الخطيب حين يقول
١٨- وقال أبو محمد الصقلي:
ولما رحلتم بالنّدى في أكفكم ... وقلقل رضوى منكم وثبير
رفعت لساني بالقيامة قد دنت ... فهذي الجبال الرّاسبات تسير
١٩- وقال أبو محمد عبد المجيد بن عبدون من مرثية:
يا نائم الفكر في ليل الشّباب أفق ... فصبح شيبك في أفق النّهى بادي
وأسلمت للمنايا آل مسلمة ... وعبّدت للرزايا آل عبّاد
عضّت عنانك أيدي الدهر ناسخةً ... علمًا بجهل وإصلاحًا بإفساد
لقد هوت منك خائنها قوادمها ... بكوكب في سماء المجد وقّاد
منها:
ومالك كان يحمي شول قرطبةً ... استغفر الله لا بل شول بغداد
شقّ العلوم نطاقًا والعلا زهرًا ... فبتن ما بين روّاد وورّاد
٢٠- وقال الوزير أبو الحسين سراج بن عبد الملك:
لما تمكن من فؤادي منزلا ... وغدا يسلّط مقلتيه عليه
ناديته مترحمًا من عبرةٍ ... أفضت بأسرار الضّمير إليه
رفقًا بمنزلك الذي تحتله ... يا من يخرب بيته بيديه
وقال:
1 / 7