جرار أذيال المعالي والقنا ... حامي الحقيقة والحمى والجار
ومنها:
ملتفة أعطافه بجبيرة ... مكحولة أجفانه بنضار
ترمى به الأمل القصي فينثني ... معطوف راء الظفر والمنقار
ومنها في صفة الكلاب:
وبكل الشوط أشدق أخزر ... طاوي الحشا حالي المقلد ضار
يفتر عن مثل النضال وإنما ... يمشي على مثل القنا الخطار
من كل مسود تلهب طرفه ... فرمتك فحمته بشعلة نار
ومورس السربال يخلع قده ... عن نجم في سماء غبار
يستن في سطر الطريق وقد عفا ... قدمًا فيقرأ أحرف الآثار
عطف الضمور سراته فكأنه ... والنقع يحجبه هلال سرار
يجري على حذر فيجمع بسطة ... تهوي فينعطف انعطاف سوار
ممتد حبل الشأو يعسل رائغًا ... فيكاد يفلت أيدي الأقدار
مترددًا يرمي به خوف الردّى ... كرة تهاداها أكف قفار
ومنها في وصف الطير:
من كل قاصرة الخطى مختالة ... مشى الفتاة تجر ذيل إزار
مخضوبة المنقار تحسب أنها ... كرعت على ظمأ بكأس عقار
منها:
خدم القضاء مراده فكأنما ... ملكت يداه أعنة الأقدار
جذلان يملأ بهجة وبشاشة ... أيدي العفاة وأعين الزوار
بيمينه يوم الوغى وشماله ... ما شاء من نار ومن إعصار
والسمر حمر والجياد عوابس ... والجو كاس والسيوف عوار
والخيل تعثر في شبا شوك القنا ... نضوًا وتسبح في الدم الموار
والنقع يكسر من سنا شمس الضحى ... فكأنه صدأ على دينار
ومنها في السيف:
ومضى وقد ملكته هزة عزة ... تحت العجاج وضحكة استبشار
وقال من أخرى:
وأراكة ضربت سماء فوقنا ... تندى وأفلاك الكؤوس تدار
حفت بدوحتها مجرة جدول ... نثرت عليه نجومها الأزهار
فكأنها وكأن جدول مائها ... حسناء شد بخصرها زنار
زف الزجاج بها عروس مدامة ... تجلى ونوار الغصون نثار
غناء ينشر وشيه البزاز لي ... فيها ويفتق مسكه العطار
نام الغبار بها وقد نضح الندى ... وجه الثرى واستيقظ النوار
وقال:
جمعت ذؤابته ونور جبينه ... بين الدجنة والصباح المشرق
طالت مراقبة الخيال ودونه ... رعى الدجى فمتى أنام فنلتقي
ما بين نحر بالدموع مقلد ... فرحًا وجيد بالعناق مطوق
وقال:
بحيث يهز الموت من أكعب القنا ... غصونًا ويجني من ثمار الجماجم
وينظر عن طرف من الرمح أزرق ... ويضحك عن ثغر من السيف باسم
وقد فاض بحر للردى من دم العدا ... فسال حياء في وجوه الصوارم
وقال:
في حيث جر المجد فضل إزاره ... ومشى الهوينا مشية الخيلاء
قد راق بين فصاحة وصباحة ... سمع المصيخ له وعين الرائي
وكأنه من عزمة في رحمة ... متركب من جذوة في ماء
تثني به ريح المكارم خوطة ... في حيث تسجع ألسن الشعراء
وقال:
حدر القناع عن الصباح المسفر ... ولوى القضيب على الكثيب الأعفر
وتملكته هزة في عزة ... فارتج في ورق الشباب الأخضر
متنفسًا عن مثل نفحة مسكة ... متبسمًا عن مثل سمطي جوهر
سلت علي سيوفها ألحاظه ... فلقيتهن من المشيب بمغفر
منها:
نزر الكرى يرمي الظلام بمقلة ... سهرت لأخرى تحته لم تسهر
منها:
بيني وبينك ذمة مرعية ... فإذا تنوسيت المودة فاذكر
وإذا غشيت ديار ليلى باللوى ... فاسأل رياح الطيب عنها تخبر
والمح صحيفة صفحتي فاقرأ بها ... سطرين من دمع بها متحدر
كتبتهما تحت الظلام يد الضنى ... خوف الوشاة بأحمر في أصفر
ولئن جريت مع الصبا ... وشربتها من كف ظبي أحور
ناجيت منه عطاردًا ولربما ... فبلته فلثمت وجه المشتري
ولقد خلوت به أقسم نظرتي=ما بين جؤذر رملة وغضنفر منها:
أضحكت ثغر النصر فيه من العدا ... ولربما أبكيت عين السمهر
وجرى الحديث بطيب ذكرى طاهر ... فجعلت جزل وقودها من عنبر
وقال:
صحونا وقد أصحت هناك سماؤنا ... وكنا نشاوي تحت ظل الغمائم
1 / 23