عشق السواد فأصبحت أسنانه ... تشري السواد ببيع كل بياض
فإذا شحا فاه رأيت خنافسًا ... يأوين من فيه إلى مرحاض
وقال:
وأبخر قص حديثًا له ... فقال الحضور فسا ذا الحدث
فقلت لهم بادروا بالقيام ... فإن الفساء نذير الحدث
وقال:
أما الثنايا فإني لست منثنيًا ... عن الثناء عليها آخر الأبد
تبدى إلى السمع من ألفاظه نغمًا ... كأنها نفثات السحر في العقد
له فمٌ كحر في شكل صورته ... ترمي عقاربه العينين بالرمد
وقال:
طالع بغرتك الميمون طائرها ... تواطئًا بك في أمن من الطير
ولا تدعني في كف الزمان سدى ... كالقوس يخطلها الرامي من الوتر
وقال:
أٌلدهم حر الثناء فإنهم ... بجيد المعالي واسطات القلائد
وقال: أهزّ حسامًا من لسانك إن سطت=مضاربه ذلت رقاب الشدائد
عسى أملي يحظى بإدراك سؤله ... فتثمر بالإنجاز أيك المواعد
وقال:
إن طاف من حدثانه الطوفان بي ... فمكارم القاضي سفينة نوح
٦٩- وقال القائد أبو عيسى بن لبون:
والجلنار دماء قتلي معرك ... والياسمين حباب ماء قد طفا
وقال:
لو كنت تشهد يا هذا عشيتنا ... والمزن يسكب أحيانًا وينحدر
والأرض مصفرة بالمزن كاسية ... أبصرت تبرًا عليه الدر ينتثر
وقال:
يا رب ليل شربنا فيه صافية ... حمراء في لونها تنفي التباريحا
ترى الفراش على الأكواس طائفة ... كأنها أبصرت منها مصابيحا
وقال:
تبدي إلينا حشوه ذهب ... أنامل العاج والأطراف عنّاب
وقال أبو مروان عبد الملك بن رزين:
إذا شعشعت في الكأس خلت حبابها ... لآلئ قد نظمن في لبة الشمس
فإن شئت قل فيها أرق من الهوى ... وإن شئت قل فيها أرق من النفس
قال:
أنحي على جسمي النحول فلم يدع ... متوهمًا من رسمه المعلوم
عبثت به أيدي الضنا فكأنه ... سرّ خفي في ضمير كتوم
وقال:
أقسمت بالورد الجني ... ورنتي ناي وعود
لأواصلنك بالرضى ... أو تأنفن من الصدود
ولأشربنك بالمنى ... ولألثمنك من بعيد
ولأرضينك إن سخط ... ت بذلة الدنف العميد
وقال:
برح السقم بي فليس صحيحًا ... من رأت عينه عيونًا مراضا
إن للأعين المراض سامًا ... صيرت أنفس الورى أغراضا
وقال:
ولأدنينك بالمنى ... ولأشربنك بالضمير
٧١- وقال الماهر أبو عامر أبو المطرف عبد الرحمن فاخر المعروف بابن الدباغ:
نفس فداؤك من خليل واصلٍ ... أهدي إلينا الدر من آدابه
علقت يميني منك علق مضنة ... شدت أناملها على أسبابه
وكسوتني من حر شعرك ملبسًا ... وقد كان غير عواتقي أولى به
فأجبت عنه على الورى وربما ... كنت المقصر في اعتراض جوابه
قال:
حلم لو أن الدهر حمل بعضه ... لشكت عواتقه من الإعياء
وإذا تناولت الرقاع بنانه ... أنستك طرز الوشي في صنعاء
وله إذا شاء انتظام غرائب ... لا تدّعيها فطنة الشعراء
٧٢- وقال أبو الربيع سليمان بن مهيار السرقسطي:
لا تنسني من سحتك المكسوب ... واجعل نصيبك منه مثل نصيبي
وإذا اغتري بك في القيامة أهله ... فبمثل ما أوليتني تغري بي
وهي الذنوب، وبالغ في لؤمه ... أقصى النهاية باخل بذنوب
٧٣- وقال عبد الله بن خلصة الضرير:
ولو جاد بالدنيا وثنى بمثلها ... لظن من استصغارها أنه ضنا
ولا عيب في إنعامه غير أنه ... إذا من لم يتبع مواهبه منّا
وقال:
يا ملكًا حسدت عليه زمانه ... أمم خلت من قبله وقرون
مالي أرى الآمال بيضًا وضحًا ... ووجوه آمالي حوالك جون
أنا آمن فرق وراج يائس ... ورو صدٍ ومسرح مسجون
لا تعدني أنواء يمنك لا عدا ... ك النصر والتأييد والتمكين
وقال:
لم تدر من قبله عين ولا بصرت ... بالبدر والبحر والرئبال في رجل
خدمتكم ليكون الدهر من خدمي ... فما أحالته عن عاداته نيلي
إن لم تكن بكم حالي مبدلة ... فما انتفاعي بعلم الحال والبدل
وقال:
1 / 18