Landmarks of Islamic Education Principles through Luqman's Advice to His Son

Abdul Rahman Al-Ansari d. Unknown
49

Landmarks of Islamic Education Principles through Luqman's Advice to His Son

معالم أصول التربية الإسلامية من خلال وصايا لقمان لابنه

Yayıncı

مجلة الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة

Baskı Numarası

السنة الثامنة والعشرون-١٤١٧هـ

Yayın Yılı

١٤١٨هـ

Türler

وَإِذا كَانَت الْعِبَادَة غَايَة الْوُجُود الإِنساني فَإِن مفهومها لَا يقْتَصر على الْمَعْنى الْخَاص الَّذِي يرد إِلَى الذِّهْن وَالَّذِي يضيق نطاقها، فيجعلها محصورة فِي الشعائر الْخَاصَّة الَّتِي يُؤَدِّيهَا الْمُؤمن. وَلِهَذَا فَإِن حَقِيقَة الْعِبَادَة تبرز فِي الْمَعْنى الشَّامِل الَّذِي اخْتَارَهُ شيخ الْإِسْلَام ابْن تيميه فَقَالَ يرحمه الله: "الْعِبَادَة هِيَ اسْم جَامع لكل مَا يُحِبهُ الله ويرضاه من الْأَقْوَال والأعمال الْبَاطِنَة وَالظَّاهِرَة"١. وَبِنَاء على ذَلِك فَإِن الْعُبُودِيَّة الحقة لله ﷿ تكون شَامِلَة بِمَا افترضه الله سُبْحَانَهُ على عباده من الْفَرَائِض والطاعات والواجبات: كَالصَّلَاةِ وَالصِّيَام، وَالزَّكَاة، وَالْحج، وصلَة الْأَرْحَام، وبر الْوَالِدين، وَالدُّعَاء، وَالْأَمر بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْي عَن الْمُنكر، وَهَكَذَا كل عمل مَشْرُوع قصد بِهِ رِضَاء الله تَعَالَى مهما عظم شَأْنه أَو قل، وَيَتَرَتَّب على ذَلِك أَن للعبادات تَأْثِير فِي سلوك الْمُسلم وَفِي كل حركاته وسكناته، وَقَوله وَعَمله، وسره وعلنه، كل ذَلِك يعد عبَادَة لله عزوجل مادام فَاعله يقْصد الْخَيْر، وَلَيْسَ السمعة وَالثنَاء، وَإِنَّمَا ابْتغِي بذلك وَجه الله تَعَالَى. وَفِي ضوء مَا سبق يتَبَيَّن أَن اقْتِصَار الْعِبَادَة على مُجَرّد الشعائر الَّتِي تُؤَدّى فِي أَوْقَات محددة، وأماكن مُعينَة يعد مفهومًا ضيقا لِلْعِبَادَةِ، وَهَذَا لَهُ تَأْثِير فِي تكوين الشخصية الْمسلمَة، فالعبادة فِي الإِسلام شَامِلَة لكل جَوَانِب الْحَيَاة، لِأَن الدّين كُله دَاخل فِي الْعِبَادَة، إِذْ يتَضَمَّن مَعْنَاهُ الخضوع والذل لله عزوجل وعَلى هَذَا تصبح تِلْكَ الشعائر التعبدية جُزْء من مَفْهُوم الْعِبَادَة الشَّامِل أَو محطات يقف عِنْدهَا السائرون فِي الطَّرِيق فيتزودون بالزاد وكل مَا يَقع، وَلَكِن الطَّرِيق كُله عبَادَة، وكل مَا يَقع فِيهِ من نسك أَو عمل ... فَهُوَ كَذَلِك عبَادَة ...

١ - ابْن تَيْمِية: الْعُبُودِيَّة ص ٢٣، وَانْظُر سُلَيْمَان بن عبد الْوَهَّاب: تيسير الْعَزِيز الحميد ص ٤٥ - ٤٦.

1 / 473