قال محمد بن إسحاق في كتابه في السيرة أن تبعا الأخير وهو تبع بن كلكي كرب كان هو وقومه يعبدون الأوثان، وأنه توجه إلى مكة حتى إذا كان بين عسفان، وأمج أتاه نفر من هذيل بن مدركة، قالوا: ألا ندلك على بيت مال داثر؟ قال: بلى، قالوا: مكة، وإنما أرادوا هلاكه لعلمهم بأنه من قصدها بسوء هلك، فقال له: حبران كانا معه، إنما أراد هؤلاء هلاكك، قال: فيما تأمراني قالا: تضع عنده ما يصنع أهله تحلق وتطوف وتنحر ففعل، وأقام بمكة ستة أيام ينحر للناس ويطعمهم، فأري في المنام أن يكسو البيت فكساه الخصف، وهو مما يظفر [به] من الخوص، فكساه المعافر؛ وهي ثياب يمانية ثم أري أن يكسوها أحسن من ذلك فكساه الملا، والوصايل، فكان تبع فيما يزعمون أول من كسا البيت، وعند الأزرقي عن ابن جريج أنه أول من كساه كسوة كاملة، أري في المنام أن يكسو الكعبة فكساها الأنطاع، ثم أري أن يكسوها أحسن من ذلك، فكساها ثياب حبرة من عصب اليمن، ثم كساها الناس في الجاهلية، وقال السهيلي في الروض الأنف: أن تبعا كسا البيت الأنطاع والمسوح، فانتفض البيت فزال ذلك عنه، وفعل ذلك حين كساه الخصف، فلما كساه الملا والوصايل قبلها، والوصايل: ثياب موصلة من اليمن.
Sayfa 105