وذكر ابن قتيبة أن: هذه القصة كانت قبل الإسلام بسبعمائة سنة، وفي معجم الطبراني يرفعه إلى سهل بن سعد الساعدي، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((لا تسبوا تبعا فإنه أسلم))، قال: ولا يروى عن سهل إلا بهذا الإسناد تفرد ابن لهيعة، ومن مغايض الجوهر في أنساب حمير أنه كان يدين بالزبور، وفي كتاب الكلبي: تبع بن حسان بن تبع، وهو تبع الأصغر، وهو آخر التبابعة، والذي كسا البيت وطاف وخلق كما فعل جده تبع الأوسط، وكسا البيت الملا والخز والديباج، قال: والأول أصح، وهو الذي عليه علماء اليمن، وذكر ابن أبي الأزهر في تاريخه أن أول من كسا الكعبة عدنان بن أدد، وقال الأزرقي عن الواقدي يرفعه إلى النوار بنت مالك أم زيد بن ثابت رضي الله عنه: رأيت على الكعبة قبل الدريد كسا، ومطارف خز خضرا وصفرا وكرارا، وأكسية من أكسية العرب، وعن عطاء بن يسار عن عمر بن الحكم السلمي قال: نذرت أمي بدنة تنحرها عند البيت وجللتها شقتين من شعر ووبر، فنحرت البدنة وسترت الكعبة بالشقتين، وعن ابن جريج عن ابن أبي مليكة قال: بلغني أن الكعبة كانت تكسى في الجاهلية كسى شتى، كانت البدن تجلل الحبر، والبرود، والكسا، كل هذا يعدي إلى الكعبة من خز، وأنماط، فتكسى الكعبة ويجعل ما بقى في خزانتها، فإذا بلى منها شيء أخلف عليها غيره، وعن ابن أبي مليكة، كانت قريش في الجاهلية تتساعد في كسوة الكعبة، ويضربون ذلك على القبائل بقدر احتمالها من عهد قصي بن كلاب حتى نشأ أبو ربيعة بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم، وكان يختلف إلى اليمن للتجارة، فأثري في المال فقال لقريش: أنا أكسو الكعبة سنة وحدي، وجميع قريش تكسوها سنة، فكان يفعل ذلك حتى مات، وكان يأتي بالحبرة الجيدة فيكسو الكعبة، وسمته قريش بالعدل، لأن فعله وحده عدل فعل قريش كلها، وسموه إلى اليوم العدل، ويقال لولده، ولد العدل، فدلت هذه النقول بأسرها على أن الافتخار بكسوة هذا البيت الشريف لم يزل مطلوبا في الجاهلية والإسلام.
Sayfa 101