وقول القائل: إنه يظهر البدع، كلام يظهر فساده لكل مستبصر ويعلم أن الأمر بالعكس، فإن الذي يظهر البدعة، إما أن يكون لعدم علمه بسنة الرسول، أو لكونه له غرض وهوى يخالف ذلك، وهو أولى الجهل بسنة الرسول، واتباع هواهم بغير هدى من الله {ومن أضل ممن اتبع هواه بغير هدى من الله}، ممن هو أعلم بسنة الرسول منهم، وأبعد عن الهوى والغرض في مخالفتها (ثم جعلناك على شريعة من الأمر فاتبعها ولا تتبع أهواء الذين لا يعلمون. إنهم لن يغنوا عنك من الله شيئا، وإن الظالمين بعضهم أولياء بعض، والله ولي المتقين).
وهذه قضية كبيرة لها شأن عظيم. ولتعلمن نبأه بعد حين.
ثم ذكر الشيخ في الورقة كلاما، لا يمكن قراءة جميعه، لانطماسه وقال بعده:
وكانوا يطلبون تمام الاخنائية (رسالة ألفها في الرد على الاخنائي المالكي في مسألة الزيارة)، فعندهم ما يطمهم أضعافها، وأقوى فقها منها، وأشد مخالفة لأغراضهم. فإن الزملكانية قد بين فيها من نحو خمسين وجها: أن ما حكم به ورسم به، مخالف لإجماع المسلمين وما فعلوه -لو كان ممن يعرف ما جاء به الرسول، ويتعمد مخالفته- لكان كفرا وردة عن الإسلام، لكنهم جهال دخلوا في شيء ما كانوا يعرفونه، ولا ظنوا أنه يظهر منه أن السلطنة تخالف مرادهم والأمر أعظم مما ظهر لكم، ونحن ولله الحمد، على عظيم الجهاد في سبيله.
ثم ذكر كلاما وقال:
بل جهادنا في هذا مثل جهادنا يوم قازان (عندما تصدى لقازان ملك التتر وناقشه ورده عن بلاد المسلمين)، والجبلية (الجبلية هم النصيرية وأشكالهم الذين حاربهم الشيخ)، والجهمية، والإتحادية (اتباع ابن عربي ومن على شاكلته)، وأمثال ذلك.. من أعظم نعم الله علينا وعلى الناس ولكن أكثر الناس لا يعلمون.
*وكتب من داخل السجن رسالة أخرى يقول فيها:
Sayfa 61