أما بعد فهذه نصيحة لمن مال قلبه ولسانه وجوارحه إلى قوم (وهم الأجانب حكام الجزائر) وصار يمدحهم ويحببهم إلى الناس ويصد الناس عن اجتناب إلى الناس ويصد الناس عن اجتناب أنجاسهم ويدعوهم إلى الحكم بطهارتهم على الإطلاق لعله يرتدع ويرجع إلى الورع فمن ذلك انه يدعو الناس إلى أن يعتقدوا أن كل من في باريز إنما هو كتابي وليس كذلك بل أكثرهم غير كتابي.
(ومن ذلك) أنه يدعو الناس إلى اعتقاد النصرانية بلباس هؤلاء فكل من رآه على ذلك اللباس يعده نصرانيا حلا الذبيحة وطاهرا وهو ابن الصادق المدعي الشرف بالنسب وسبب ذلك منه أنه كان على ولاية أمر القوم ففعل زلة فأسقطوه عنها فصار يمدحهم ويحلل منهم الحرام ويحرم الحلال منهم ليردوه إلى تلك الولاية وأيضا اقتضى منه ميزابي (¬1) دينا أقل من عشرين صولديا (¬2) وألح عليه وقد وجد ما يقضى فغضب لذالك فذكر الإباضية مع أجناس قوم ليسوا منهم فدار أمره بين الشتم للإباضية وبين مدح القوم وتأويل الآيات إليهم فلكل من ذلك فصل أثبته بإذن الله عز وجل وتوفيقه وخاتمة في جهله بالعلوم الإسلامية.
(الفصل الأول في شتمه للإباضية ونصه)
اعلم أنه قد وقع اختلاف في تمييز معرفتهم من بين جنسهم لتقادم عهدهم واختلاطهم مع غيرهم بالمصاهرة والانضمام واشتراكهم في الأنساب والسياسة والأحكام ففي اصطلاحاتهم وديانتهم المسماة بلغتهم أي المذاهب الريجلية كاثوليك والريجيييه بروتيستان كمذهب الإباضية لا معرفة لنا بتمييز هم من بين الأجناس والريجليون كريتيان يعم الفرنسيين وغيرهم من أهل الكتاب. ا ه بحروفه
(
¬__________
(¬1) ميزاب هي مصعب (اه) سالمى .
(¬2) قوله صولديا هو احقر تصرفا عند المغاربة والمعنى أن رجلا من اهل مصعب طالب العقبى بدين حقير فغضب العقبى وسب الإباضية (اه) سالمي.
Sayfa 7