وبحكم أن زيارتي للاستشارة وليست للكشف؛ فقد حل دوري سريعا، ودلفت إلى خن الطبيب، ثم جلست فوق المقعد المجاور لمكتبه. ولحظت على الفور شحوب وجهه، واللمعان الغريب الذي كسا بشرته.
باغتني بالقول: «إذن فأنا في رأي حضرتك مستغل؟»
عجبت للوسيلة التي عرف بها ما دار بيني وبين معاونه، وتسارعت دقات قلبي على الفور، لكني لم أتراجع وأجبت: «هل لديك وصف آخر لما تفعل؟»
قال: «كنت أعتقد أني أؤدي عملا إنسانيا.»
قلت: «اسمع يا دكتور، لقد تقاضيت مني خمسة جنيهات كاملة على خدمة لا تكلف غير قروش معدودة بالمستشفى الحكومي حيث مكانك الطبيعي؛ فأين الإنسانية في ذلك؟»
قال متبسطا: «عيادة كهذه تتكلف كثيرا، كما أنه لا يوجد مستشفى واحد يمكن الاطمئنان إلى خدماته.»
قلت في انفعال: «أنت وأمثالك الذين خربتم المستشفيات الحكومية لصالح دكاكينكم الخاصة. لقد تآمرتم لتنهبوا من يسوقه حظه العاثر إليكم.»
شد قامته وقال في ترفع: «من حقي أن أحدد أجر الخدمة التي أقدمها حسبما يتراءى لي.»
قلت : «وأنا واحد ممن يحق لهم أن يحصلوا مجانا على خدمات سيادتك.»
رفع حاجبيه في دهشة: «كيف؟!»
Bilinmeyen sayfa