أزاح الرئيس جانبا بضع أوراق أمامه وتكلم ببطء: «إن موقفك المتصلب يجعلنا لا نجد مبررا للرأفة بشأنك أو للاستجابة لالتماسك؛ ولهذا فأنت - في رأينا - تستحق أقصى عقوبة مقررة. هذا هو قرارنا بالإجماع.»
ونهض واقفا فاقتدى به بقية الأعضاء وهم يجمعون أوراقهم، ثم أزاحوا مقاعدهم إلى الخلف، واتجهوا إلى باب جانبي خلفهم، فغادروا القاعة واحدا خلف الآخر.
لبثت أحدق في ظهورهم حتى اختفى آخرهم، وأصبحت بمفردي أنا وصورة القصير ذي الوجه القبيح، وأكاليل العزاء من كافة أنحاء الدنيا.
ثم سمعت صوتا عند الباب الرئيسي للقاعة، وعندما التفت أبصرت الحارس يتطلع إلي متسائلا، فحركت قدمي نحوه في تثاقل.
الفصل السادس
وقفت في الخارج حتى انتهى الحارس من ترتيب القاعة وإغلاق نوافذها. وما إن ظهر عند الباب حتى أسرعت أقدم إليه سيجارة وأشعلها له.
قلت له: «أيمكنك أن تذكر لي أقصى عقوبة لدى اللجنة؟»
هز رأسه باعتداد وقال: «اللجنة ليست محكمة.»
قلت مستدركا: «أعرف. ما أقصده هو أقصى عقوبة في نظرها.»
قال: «هذا يتوقف على أمور كثيرة.»
Bilinmeyen sayfa