وابتسمت أسارير وجهه ثم قال له: اذهب! فذهب.
وجلس على كرسيه المذهب في كبرياء، لكنه عاد فرأى قدميه الحافيتين، فساوره الشك مرة أخرى.
كيف له أن يتأكد؟ لا بد من حكم آخر.
وأشار إلى رجل ثان من رجال حاشيته وسأله نفس الأسئلة، فأجاب نفس الإجابة، فسأل رجلا ثالثا ورابعا وخامسا حتى سأل كل رجال حاشيته، وكان جواب الجميع واحدا.
إلى هنا تبدد شكه، وأيقن أنه يلبس حذاءه، وأن نسيان الحذاء لم يكن إلا وهما صوره له خياله المرهق، وطاف إلى سطح ذاكرته ذات القلق الشديد الذي استولى عليه ليلة الأمس، فجعل خياله مرهقا، بالرغم من الفراش الوثير الدافئ، وبالرغم من مروحة ريش النعام الناعمة التي كانت ترفرف على وجهه طول الليل، تمسك بها أنامل دقيقة.
وكان من حين إلى حين يمد أصابعه في الظلام ويتحسس الجسد الحريري ويضمه إليه في قوة.
ويسمع الصوت الناعم وهو يقول: هل أدلك صاحبتي السعادة قدميك يا مولاي؟
فيقول وهو مغمض العينين في تراخ وكسل: نعم، نعم، دلكيهما يا امرأة.
وكان من الممكن أن تمر الليلة على خير كأية ليلة سابقة لولا أنه تذكرها ففتح عينيه، ونظر في وجه المرأة ثم صاح غاضبا: اذهبي أيتها الجارية! كفى!
ونادى على رئيس الحاشية في غضب شديد، وقال: أين هي؟
Bilinmeyen sayfa