جلست توبسي على الدرج أمام السيدة أوفيليا ووجهت عينيها إليها لتنظر في وجهها العابس.
وسألتها: «هل أنت غاضبة سيدة فيلي؟» «لا يا توبسي.» «هل أنت حزينة سيدة فيلي؟»
هزت السيدة أوفيليا رأسها وقالت: «أجل يا توبسي. أجل.» «ألن تذهب السيدة إيفا إلى الجنة؟ لقد أرادت أن تذهب إلى هناك، وستطلب من الرب أن يسمح لي ولك بالذهاب إليها. ستفعل ذلك. سأكون أنا ملاكا صغيرا أسود ذا جناحين، ولكن ماذا ستكونون أنتم جميعا أيتها السيدة فيلي؟»
لم تجبها السيدة أوفيليا، وجاء توم إلى المنزل. وفي غضون العام الذي مر منذ وفاة إيفا، كان توم قد زاد حزنه وظهرت علامات التقدم في السن على وجهه أكثر، وظل قلبه يهفو إلى قومه في ولاية كنتاكي.
كان السيد سانت كلير قد وعده حريته، لكن قلب توم المخلص ظل معلقا بسيده في أكثر أوقاته حزنا.
قال توم : «سأعود إلى موطني يا سيدي، حين تشعر بالسعادة مجددا.» وعلى الرغم من أنه قد تقطعت نفسه شوقا إلى عودته إلى وطنه، إلا إنه لم يكن ليترك سيده في وقت حزنه.
قال سانت كلير في اليوم الذي شرع فيه في اتخاذ الإجراءات القانونية الخاصة بتحرير توم: «حسنا يا توم، سأحررك؛ لذا عليك أن تحزم أمتعتك وأن تستعد للذهاب إلى كنتاكي.»
شعر السيد سانت كلير بأنه منزعج أكثر من الفرحة المفاجئة التي ظهرت على وجه توم حين رفع يديه نحو السماء وظل يردد: «الحمد للرب!» ذلك أنه لم ترق له فكرة أن توم مستعد لتركه بهذا الشكل.
قال السيد سانت كلير بنبرة جافة: «أنت لم تشهد هنا أوقاتا سيئة إلى هذا الحد حتى تنتابك مثل تلك السعادة يا توم.» «لا، لا يا سيدي! ليس هذا هو السبب؛ إنما سبب سعادتي هذه أنني رجل حر! هذا هو سر ابتهاجي.» «لماذا يا توم، ألا تعتقد - في رأيك - أننا من الأفضل لنا ألا نكون أحرارا؟»
قال توم بنبرة بها شيء من الحماسة: «لا، لا أعتقد ذلك قطعا يا سيد سانت كلير. بالطبع لا!» «لماذا يا توم؟ أنت لم تكن لتتمكن وحدك من أن تحصل على الملابس التي أعطيتها لك، ولا على الحياة التي وفرتها لك.» «أعرف كل هذا يا سيد سانت كلير، أنت يا سيدي كنت كريما معي، لكنني يا سيدي أفضل أن أرتدي ملابس رثة، وأن أعيش في منزل خرب وأن أنال الفتات من كل شيء، على أن يكون كل شيء ملكا لي، إنني أفضل ذلك على أن يكون لدي الأفضل من كل شيء، بينما كل شيء ملك لرجل آخر؛ هذا هو الأمر سيدي؛ أعتقد أن هذه هي الطبيعة سيدي.»
Bilinmeyen sayfa