قالت الطفلة مداعبة إياها: «تعالي يا عمتي، جزي فروة الحمل.»
دخل سانت كلير الغرفة وسأل: «ماذا تفعلين؟»
رفعت عينيها في عينيه وقالت: «أريد أن أهب خصل شعري يا أبي.» فاستدار بينما غمغم قائلا: «طفلتي، ابنتي الصغيرة. كل شيء سيحدث كما قلت.» «إذن ينبغي أن أرى كل من هم هنا معا. أرجوك، ابعث في طلبهم أن يأتوا إلي. لدي أشياء لا بد أن أقولها لهم.»
خرجت أوفيليا وأرسلت رسولا، وسرعان ما كان جميع الخدم في الحجرة.
انتصبت إيفا في جلستها وابتسمت لهم ابتسامة رقيقة حتى إن أكثر الموجودين شعروا أنها كانت تبتسم من الفردوس.
قالت إيفا: «لقد طلبت حضوركم جميعا؛ لأنني أحبكم. أحبكم جميعا، وهناك شيء أريد أن أقوله لكم، وأريد منكم أن تتذكروه دوما، سأغادركم. في غضون بضعة أسابيع لن تروني مجددا.»
في تلك اللحظة قاطعها نحيب الحضور أجمعين، فأصبح صوتها خافتا تماما. انتظرت الفتاة لحظة ثم قالت: «إذا كنتم تحبونني فلا تقاطعوني هكذا. اسمعوا ما سأقول. أريد أن أحدثكم عن أرواحكم، يؤسفني أن أكثركم غير عابئين. أنتم تفكرون فقط في هذا العالم. أريدكم أن تتذكروا أن هناك عالما جميلا يعيش فيه السيد المسيح. سأذهب إلى هناك، ويمكنكم أن تذهبوا إلى هناك أيضا. إن ذلك العالم هو من أجلكم كما هو من أجلي. لكن إذا أردتم الذهاب إلى ذلك العالم، فلا ينبغي أن تعيشوا حياة فارغة طائشة مستهترة. لا بد أن تكونوا مسيحيين، وسيساعدكم المسيح. لا بد أن تصلوا له، وأن تقرءوا ...»
وتجمعوا حول الفتاة الصغيرة.
توقفت الفتاة ونظرت إليهم في شفقة، وقالت في نبرة حزينة للغاية: «أوه، أعزائي! أنتم لا تعرفون القراءة، يا لأرواحكم المسكينة!» ثم خبأت وجهها في الوسادة وانتحبت، فاستحثتها العبرات المخنوقة لمن كانت توجه لهم حديثها، الراكعين حولها، على الحديث مرة أخرى.
فقالت بينما رفعت وجهها عن الوسادة وابتسمت ابتسامة عريضة فيما كانت الدموع لا تزال في عينيها: «لا بأس، لقد صليت لكم جميعا، وأعلم أن السيد المسيح سيساعدكم، حتى ولو كنتم لا تعرفون القراءة. حاولوا جميعا أن تقدموا أفضل ما لديكم من عمل؛ صلوا كل يوم؛ اطلبوا منه أن يساعدكم. سأراكم جميعا في الفردوس.»
Bilinmeyen sayfa