صاح أحدهم: «ابنة سانت كلير!»
فقلت لها: «حسنا سيدة قطنية الذيل، سآتي لك بأحد الأدوية ولكنك ستنتظرينني قليلا حتى أرى ما لدى كلوي.» ورحت أبحث وأبحث حتى وجدت الدواء، ثم عدت لها وبدأنا نسير باتجاه الحقل، فكانت السيدة أرنبة تجري أمامي، ثم تتوقف لتنظر ما إذا كنت أتبعها أم لا، ثم وصلنا ووجدت أن السيد أرنب يجلس وفخ سيدي مربوط بقدمه.
نظر إلي في قلق بالغ فقلت له: «عذرا أيها الأرنب، لقد أتيت لأرى إن كنت قد تخلصت من فخ سيدي للثعالب؟ إذا ما تخلصت منه فسآخذه للمنزل.»
تحدث السيد أرنب بلهجة مهذبة وقال: «فجأة يا سيدي وقعت في هذا الفخ، ولا أعرف كيف أخلص نفسي منه. أيمكنني أن أثقل عليك بأن أطلب مساعدتك؟ أشعر بأنني متعب كثيرا هذا المساء.» ثم رفع قدمه وخلصته من الفخ، وقالت الأرنبة القطنية الذيل بنبرة لطيفة: «حسنا، وداعا أيها العم توم وسأحضر لك الدواء حين ننتنهي .» فقلت لها: لا داعي للاستعجال يا سيدة أرنبة، وودعتهما.»
تقدم السيد سانت كلير نحوهما وهو يضحك وأمسك بذقن توم ورفع رأسه وقال: «انظر يا توم، انظر إلى سيدك الجديد.»
صاحت إيفا من سعادتها، واهتز قلب توم فرحا وقال شاكرا: «ليباركك الرب يا سيدي؛ سأخدمك وسيدتي الصغيرة بكل ما أوتيت من قوة وعزم.»
وضعت إيفا يدها عليه وقالت: «احك لي قصة أخرى أيها العم توم.»
الفصل التاسع
كانت السيدة أوفيليا سانت كلير قد سافرت من ولاية فيرمونت لتدير شئون منزل ابن عمها؛ ذلك أن زوجته - التي هي والدة إيفا - كانت معاقة. إن أيا ممن يسافرون في إقليم نيو إنجلاند سيتذكر قرية جميلة يقع بها منزل ريفي كبير يعتنى به كثيرا، وكل شيء به نظيف وفي مكانه، ولكل مهمة وقتها المخصص لها ولا تعرف الفوضى له طريقا. لقد تركت السيدة أوفيليا منزلا منظما كهذا وذهبت لتشرف على مائة عبد زنجي يحدثون هرجا ومرجا؛ ما يؤدي إلى إحداث فوضى كبيرة في المنزل على وجه العموم. لكن تلك المرأة الطويلة القامة التي تنتمي إلى إقليم نيو إنجلاند لم تشعر بالإحباط حيال ما رأت أنه واجبها. بالإضافة إلى ذلك، كانت السيدة أوفيليا تحب إيفا، وكانت تتوق لأن تعوضها عن حب الأم الذي فقدته تلك الطفلة من جهة والدتها الأنانية. كانت المزرعة إحدى أجمل وأكبر المزارع في ولاية لويزيانا. وكان المنزل الذي بني على الطرازين الفرنسي والاستعماري هو منزلا قديما وجميلا، وكان مسرحا للكثير من المرح خلال فصول الشتاء، وكان العبيد فيه سعداء تحت إشراف السيدة أوجاتين سانت كلير التي اتسمت إدارتها للمنزل بأنها مستهترة ومتراخية. لم تكن السيدة سانت كلير أبدا متراخية أو مستهترة، ولكنها كانت كسولة للغاية لتهتم بإدارة شئون المنزل؛ لذلك بدأ عمل السيدة أوفيليا، وشعرت العمة دينا العجوز بالغضب حين قامت السيدة أوفيليا بجولتها الأولى في المطبخ. كان المطبخ كبيرا وأرضيته حجرية، وبه مدفأة كبيرة تمتد بطول أحد جوانبه. لم تقم العمة دينا من مكانها، بل ظلت جالسة على الأرض تدخن غليونها القصير في صمت.
السيدة أوفيليا.
Bilinmeyen sayfa