142

Masakinler Kitabı

كتاب المساكين

Türler

أي لإحداث الجوع وكلبه واستمراره.

6

والطبيعة نفسها تهيئ الإنسان للدين بأسلوب غريب، هو هذا الحب الذي يخلق فطرة على أنواع مختلفة متعددة، حتى لا يخلو منه أحد، فلا معدل عنه ولا محيص، وإنما هو في مظاهره - أيها كان - دربة للنفس الإنسانية تصعد به درجات من الفضائل؛ كالإخلاص، والإيثار، والاتصال الفكري، والانبعاث الروحي، والشوق الخيالي، ونحوها مما هو في الحقيقة إيجاد للحياة النفسية في أعمالنا، وفيض بالقوة الروحية على مظاهر المادة لإحداث الملامسة بين الأرواح والأشياء، والترابط بين الجاذب والمنجذب؛ وكل ذلك تهيئة للدين وعمله في النفس ليكون قائما على أساسه في الطبيعة. فالحب دين على أسلوب خاص ضيق؛ ولذلك يشتد فيه التعصب كما يقع في الدين من المؤمن به على وتيرة واحدة؛ إذ لا يرى القلب في هذا ولا هذا غير رأي واحد، فكيفما قلبنا الحياة رأينا في كل جهة منها وجها من وجوه الإيمان، وباعثا من بواعثه، وحكمة من فلسفته؛ فالمصلحون الذين يحاولون تجديد الأمم بصور ملونة من الغرائز تطمس على الدين، هم الذين يرجعون بهذه الأمم في عالية الأمر إلى الحيوانية؛ لأنه ليس في طبيعة النفس إلا شيئان: هوى هي دائما أعظم منه، وإيمان هو دائما أعظم منها.

هوامش

Bilinmeyen sayfa