41

Book of Visits by Shaykh al-Islam Ibn Taymiyyah

كتاب الزيارة من أجوبة شيخ الإسلام ابن تيمية

Soruşturmacı

سيف الدين الكاتب

Yayıncı

دار مكتبة الحياة الطباعة والنشر

في الشدة، إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله))(٥٠).

وما يرويه بعض العامة من أنه قال: ((إذا سألتم الله (٥١) فأسألوه بجاهي (٥٢)؛ فإن جاهي عند الله عظيم)). فهو حديث كذب موضوع، لم يروه أحد من أهل العلم، ولا هو في شيء من كتب المسلمين المعتمدة في الدين. فإن كان للميت فضيلة فرسول الله صلى الله عليه وسلم أولى بكل فضيلة وأصحابه من بعده. وإن كان(٥٣) منفعة للحي بالميت فأصحابه أحق الناس انتفاعا به حيا وميتاً. فعلم أن هذا من الضلال، وإن كان بعض الشيوخ قال ذلك فهو خطأ منه، والله يغفر له إن كان مجتهداً مخطئا. وليس هو بنبي يجب اتباع قوله، ولا معصوم فيما يأمر به وينهى عنه. وقد قال الله تعالى ﴿فإن تنازعتم في شيء فردُّوهُ (٥٤) إلى الله والرسولِ ؛ إن كُنتُمْ تؤمنون باللّهِ واليومِ الآخر﴾(٥٥).

فصل

[التوجه إلى عبد القادر ودعاؤه من الشرك]

وأما قول القائل: من قرأ ((آية الكرسي)) (٥٦) واستقبل جهة الشيخ(٥٧) عبد

(٥٠) حديث متفق عليه.

(٥١) السؤال: استدعاء معرفة أو ما يؤدي إلى المعرفة، واستدعاء مال أو ما يؤدي إلى المال. فاستدعاء المعرفة جوابه على اللسان، واليدُ خليفة له بالكتابة أو الإِشارة. واستدعاء المال جوابه على اليد، واللسانُ خليفة إما بوعدٍ أو بردٍّ .. والسؤال إذا كان للتعريف تعدّى إلى المفعول الثاني تارة بنفسه وتارة بالجارّ. تقول: سألته كذا، وسألته عن كذا وبكذا. فالسؤال هنا: الرجاء والطلب مع إعلان الحاجة والافتقار إلى المسؤول.

(٥٢) الجاه: القدر والمنزلة.

(٥٣) في الكلام إضمار تقديره: وإن كان في الأمر منفعة ...

(٥٤) فردوه: أي أرجعوه. ويقال: رددت الحكم في كذا إلى فلانٍ: فوّضته إليه.

(٥٥) النساء / ٥٩ .

(٥٦) آية الكرسي: هي الآية (٢٥٥) من سورة البقرة أولها: (الله لا إله إلا هو الحي القيوم .. ) وسميت بذلك لذكر الكرسي فيها (وسع كرسيه السموات والأرض).

(٥٧) قوله واستقبل جهة الشيخ: أي جعله قبلتُهُ أو اتجه إليه حتى كان قبالة قبره.

41