70

Tayip'in Mücadelesi

كفاح طيبة

Türler

5

وغادر الجيش أمبوس عند الفجر، وأبحر الأسطول، ومضت الطلائع تدخل القرى، فاستقبل فيها أحر استقبال وأجمله حتى شارفوا أبولبتوبوليس مجنا، فتأهبوا لخوض معركة جديدة. ولكن الطلائع لم تلق أية مقاومة ودخلت المدينة بسلام، وكانت وحدات الأسطول تنحدر مع مياه النيل في ريح مؤاتية فلا تجد أثرا لسفن العدو، فأشار حور الحذر بطبعه على الملك أن يرسل بعض قواته الكشفية إلى الحقول الشرقية خشية أن يقعوا في كمين، وبات الجيش والأسطول في أبولبتوبوليس مجنا، وفارقاها مع الفجر، وكان الملك وحرسه يسيرون في مقدمة الجيش وراء القوات الاستطلاعية، وإلى يمين الملك عجلة الحاجب حور يحيط بهما رجال الحاشية الخبراء بطبيعة البلاد، وسأل الملك حور: ألسنا سائرين الآن إلى هيراكونبوليس؟

فقال الحاجب: بلى يا مولاي، وهي مركز الدفاع الأمامي عن طيبة نفسها، وستنشب في واديها أول معركة شديدة بين قوتين متعادلتين.

وحين الضحى جاءت أنباء كشفية بأن الأسطول المصري اشتبك مع أسطول للرعاة يظن لضخامته وكثرة وحداته أنه الأسطول الكامل للعدو، وأن المعركة تدور بقوة وعنف، فعطف الملك رأسه نحو الغرب وبدا على وجهه الجميل الرجاء والأمل، وقال حور: إن الرعاة يا مولاي حديثو عهد بحرب الأساطيل.

فصمت الملك ولم يجب، ومضت الشمس ترتفع إلى كبد السماء والجيش يتقدم بفرقه ومعداته، فاستسلم أحمس للتأمل والتفكير، وتمثلت له أسرته وهي تتلقى نبأ مقتل كاموس، وكيف تفزع أمه ستكيموس وتنفجع جدته أحوتبي وتئن الأم الصابرة توتيشيري وتبكي زوجه نيفرتاري التي أصبحت ملكة مصر .. رباه .. لقد سقط كاموس غدرا وخسر جيشه بسالته ودرايته وأورثه تركة مثقلة بجلائل الواجبات، ثم سرى خياله إلى الأمام، إلى طيبة حيث يملك أبوفيس ويعاني الشعب ألوان العذاب والذل، وذكر خنزر الحاكم الهائل الباسل الذي لن تهدأ نفسه حتى ينتقم لجده الشهيد منه ويرديه قتيلا، ثم لاحت لخاطره الأميرة أمنريدس وذكر المقصورة التي أصلاهما الهوى فيها نارا مقدسة، وتساءل: أما تزال تتعلق بالتاجر الجميل إسفينيس وتأمل أن يبر لها بوعده؟

وهنا سعل حور فذكره بأنه لا ينبغي له أن يتشوق إلى أمنريدس وهو على رأس الجيش الزاحف لتطهير مصر من قومها، فأراد أن يطرد الفكر: فألقى ببصره على جيشه العرمرم الذي ينطبق الأفق على الأرض دون مؤخرته، فسرى عنه وعاد إلى التفكير في المعركة الدائرة في النيل .. وعند منتصف النهار جاءت رسل الاستطلاع يقولون: إن الأسطولين مشتبكان في قتال عنيف، وإن القتلى تسقط بكثرة من الجانبين، وإن القوتين ما تزالان متعادلتين بحيث يستحيل التكهن بنتيجة المعركة، فلاح العبوس في وجه الملك ولم يخف قلقه، فقال حور: لا داعي للقلق يا مولاي فأسطول الرعاة قوة لا يستهان بها، وأسطولنا يخوض الآن المعركة الفاصلة في النيل.

فقال أحمس: إذا خسرناها خسرنا نصف الحرب.

فقال حور بيقين: وإذا كسبناها يا مولاي كما أتوقع كسبنا الحرب كلها.

وأمسى الجيش على مسير بضع ساعات من هيراكونبوليس فوجب التوقف للراحة والاستعداد، على أنه ما كاد يمكث وقتا قصيرا حتى جاءت الأخبار بأن الطلائع تقاتل قوات متفرقة من جيش العدو، فقال أحمس: إن الرعاة مستريحون، ولا شك أنهم يرحبون بالاشتباك معنا الآن.

وأمر الملك بإرسال قوة من العجلات لتؤيد قوات الاستطلاع إذا هاجمتها قوات تفوقها عددا، واستدعى قواده وأمرهم بالاستعداد لخوض المعركة في أي وقت كان.

Bilinmeyen sayfa