143

فمعلومة عند الجميع وأما نصرة الظالم فأن تنصره عن إبليس الذي يوسوس في صدره بما يقع منه في الظلم بالكلام الذي تستحليه النفوس وتنقاد إليه فتعينه على رد ما وسوس إليه الشيطان من ذلك فهذه نصرته إذا كان ظالما ووكذا جاء الخبر في نصرة الظالم أن تأخذ على يديه والمراد به ما ذكرنا فلا بد أن تكون النصرة واردة على شيء فافهم ووقال: الشهادة بالوحي أتم من الشهادة بالمعاينة كشهادة خزيمة في قصة بيع الجمل فإنه لم يكن حاضرا وإنما قال: أشهد بتصديقك يا رسول الل، فحكم ة بشهادة خزيمة وحده لأنها شهادة بالوحي ولو أن خزيمة شهد اشهادة عين لم تقم شهادته مقام اثنين وبذلك حفظ الله علينا: لقد جاءحمم سولمد من أنفسكم)* [التوبة: 128] إلى آخر السورة فإنها ثبتت بشهادة اخزيمة وحده وقد كان جامع القرآن لا يقبل آية منه إلا بشهادة رجلين فصاعدا إلا هذه الآية . وقال : مما يدلك على أن الكلام لله والترجمة للمتكلم قول ه اتعالى مقسما أنه - يعني: القرآن - لقول رسول كرير) [الحاقة: 40] فأضاف الكلام إلى الواسطة والمترجم كما أضافه تعالى إلى نفسه بقوله تعالى: فأجره حتى يسمع كللم الله) [التوبة: 6] سواء؛ فإذا تلي علينا القرآن فقد سمعنا كلام الله وموسى لما كلمه ربه سمع كلام الله ولكن بين السماعين بعد المشرقين فإن الذي يدركه من يسمع كلام الله بلا واسطة لا يساويه من يسمع ابالوسائط وقال في قوله تعالى: (ثم أورثنا الكلب الذين اصطفينا من عبادنا) فاطر: 32]. الآية اعلم أن الله عز وجل ما اصطفى عبدا قط إلا حفظه قبل اصطفائه من الغوص في علوم النظر وحال بينه وبينها ورزقه الإيمان بالله وبما اجاء من عند الله على لسان رسول الله ه، فإن صاحب النظر العقلي وإن اعد لا يكون أبدا في مرتبة الساذج الذي لم يكن عنده علم بالله إلا من حيث ايمانه وتقواه وهذا هو وارث الأنبياء في هذه الصفة. قال: وما بلغنا أنه تقدم لنبي قبقل نبوته نظر عقلي في العلم بالله أبدا ولا ينبغي له ذلك، قال: وكل من تقدم له امن الأولياء النظر العقلي فليس هو ممن أورثه الله الكتاب. وأطال في ذلك.

قلت: وتقدم قبيل الباب الثامن والستين وثلاثمائة، أن استدلال السيد اباهيم بالكواكب إنما كان لإقامة الحجة على قومه لا عن اعتقاده والله أعلم

Bilinmeyen sayfa