138

اييول الغضب منه على ذلك الشخص عند الفراغ من إقامة الحد حتى ربما القام إليه، وعانقه وأنسه، وأظهر له السرور والبشاش من حيث أن الله تعالى اطهره قال تعالى: ونبلوا آخباركر [محمد: 31] . فالله تعالى يبتلي عباده بما كلفهم به فإذا عملوا ذلك ابتلى أعمالهم هل عملوها بخطاب الحق أم عملوها الغير ذلك، وهو قوله تعالى: يوم تبلى الترآير) [الطارق: 9]. وأطال في ذلكا م قال: وإن كان ولا بد للحاكم من الفرح بإقامة الحد على المحدود فليكن اذلك لما أسقطه ذلك الحد من المطالبة في الآخرة. قال: وليس عندنا في امسائل الأحكام المشروعة أصعب من الزنى خاصة فإنه ولو أقيم عليه الحد فانه يبقى عليه بعد إقامته مطالبات من مظالم العباد انتهى . فليتأمل، ويحرر وقال: من أراد الأجر التام فلا يقدم شيئا على تلاوة القرآن لأجل سماع الملائكة السياحين فإنهم لا يقدمون شيئا على سماع القرآن لأنه أشرف أرزاقهم وأعلاها، ومن لم يتيسر له تلاوة القرآن فليجلس لبث العلم لأجل الأرواح الذين غذاؤهم العلم لكن لا يتعدى علوم القرآن. قال: واعلم أن اميع ما أتكلم به في مجالسي وتصانيفي إنما هو من حضرة القرآن وخزائنه فاني أعطيت مفاتيح الفهم فيه والإمداد منه وذلك كله حتى لا أخرج عن مجالسة الحق تعالى وقال في قوله : "والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه": اعلم أن حركات جميع الأئمة العادلة لا تكون قط إلا في حق الغير لا في احق نفوسهم بالأصالة فإذا رأيتم السلطان قد اشتغل عن مصالح رعيته وما احتاجون إليه فاعلموا أنه قد عزلته المرتبة بهذا الفعل ولا فرق حينئذ بينه وبين العامة، وتأملوا قصة موسى لما خرج لحاجة أهله كلمه الله في عين احاجته وهي النار وكذلك الخضر بعثه أمير الجيش الذي كان فيه يرتاد له ماع وكانوا قد فقدوا الماء فوقع بعين الحياة فشرب منها فعاش إلى الآن وهو لا رف ما خص الله به شارب ذلك الماء من الحياة فهذا مما أنتجه سعيه في احق الغير قال : ولقد لقيت الخضر باشبيلية، وأفادني التسليم لمقالات الشيوخ وأن لا أنازعهم وإن كانوا مخطئين في نفس الأمر.

ووقال في قوله تعالى: يكأيها الذين مامنوا ءامنوا) [النساء: 136]: مراده

Bilinmeyen sayfa