القرية، أو جماعة. أن يكون لهم رئيس يرجعون إليه، ويكونون تحت أمره.
(فإن قلت) : إن الشارع لم ينص على الأمر باتخاذ الإمام فمن أين يكون واجباة قلنا) : إن الله تعالى قد أمرنا بإقامة الدين بلا شك ولا سبيل إلى إقامته الا بوجود الأمان في أنفس الناس على أنفسهم، وأموالهم، وأهليهم من اتعدي بعضهم على بعض وذلك لا يصح أبدأ ما لم يكن ثم من يخاف اطوته وترجى رحمته يرجع أمرهم إليه ويجتمعون عليه فإذا زال الخوف الذي كانوا يخافونه على أنفسهم وأموالهم وأهليهم تفرغوا لإقامة الدين الذي أوجب الله عليهم إقامته وما لا يتوصل إلى الواجب إلا به فهو واجب فاتخاذ الإمام واجب ثم إنه يجب أن يكون واحدا لئلا يختلفا فيؤدي إلى الفساد ووامتناع وقوع المصلحة.
ووقال في الباب الثالث والعشرين وثلاثمائة في قوله تعالى: كبر ام تا عند الله أن تقولوأ ما لا تفعلوب) [الصف: 3] : اعلم أن العبد ما دخل اعليه مقت الله إلا من باب إضافة الفعل إلى نفسه من غير مشيئة الله تعالى فلو أنه قرن العمل بالمشيئة الإلهية لم يمقته الله تعالى ، فلذلك شرع الحق اعالى لعباده الاستثناء الإلهي ليرتفع عنهم المقت وكذلك لا يحنث أيضا من استثنى إذا حلف على فعل مستقبل فإنه أضافه إلى الله تعالى لا إلى نفسه: اقال: وهذا لا ينافي إضافة الأفعال إلى المخلوقين من حيث الحكم فإن للعبد كما في ظهور العمل وما له أثر في إيجاده وفرق بين الأثر والحكم، قال: ووبهذا القدر تفاوتت درجات العقلاء ألا ترى الحق تعالى كيف قال:ياي الين امنوا لم تقولوب ما لا تفعلون) [الصف: 2] ولم يقل: يا أولي الألباب اولا يا أولي العلم لأن العالم العاقل لا يقول ما لا يفعل إلا بالاستثناء لعلمه بأن خلق الفعل لله لا له، وأطال في ذلك. وسيأتي تفسير الآية بأوضح من اهذا وأن الإنسان هو الذي يمقت نفسه عند الله حين ينكشف له أن العمل ل ه الا للعبد فيخجل من ذلك ووقال في الباب الرابع والعشرين وثلاثماثة في قول رسول الله: الن
Bilinmeyen sayfa