وصفي يعرف عني كل شيء ولكنه أيضا يرى أخته في كل لحظة يقضيها بالبيت، وهو أيضا يعلم أنها لا يمكن أن تتزوج من حامل شهادة عالية طبيعي لا عيب فيه، لا بد أن يكون هذا الزوج مشوبا بكثير من النقصان حتى يتزوجها، وفرش البيت واضح لا شك فيه أنهم أسرة مستورة، ومستورة بالعافية، فمن هذا الذي يمكن أن يتزوج حياة إلا ابن غزية وعامل تلغراف.
وتم الزواج.
11
الحسابات
حسابات الشركة في يد فتحي. والموظفون القدامى يحبون أن يستغفلوا الموظف الجديد فألقوا إليه بالدوسيهات لا يفرقون بين ما يجب أن يعرفه وما يجب ألا يعرفه وهو يعمل في صمت، ويرى ما وراء الأرقام ويتتبع المشروعات فيسير فيها إلى الوراء حتى يعرف كيف بدأ كل مشروع وكيف سار حتى يلم إلماما كاملا. وإن أحدا من موظفي الحسابات لم يفكر هذا التفكير أبدا لأن أحدا من هؤلاء الموظفين لم يكن فرغلي، وكل مشروعات الشركة موزعة على القسم كله، ثم هي بعد ذلك موزعة على الأقسام جميعا، فالعقود في ناحية وأوامر الشغل في ناحية والمتصرف في ناحية والإيرادات في ناحية.
واستطاع فرغلي بحذق المتفرغ والمستهدف أن تصبح كل هذه المعلومات بين يديه.
والعجيب أنه استطاع في أناة وصبر وتدبير من واجه الحياة بأم غزية وأب غير مبال أن يصور كل المستندات التي يريدها؛ فتجمعت بين يديه عشرات المشروعات لو قدم واحدا منها إلى النيابة العامة لانفتحت أبواب السجون لتستقبل عدة أشخاص ثم تنتقل عليهم لسنوات وسيكون على رأس هؤلاء الداخلين سعادة وحيد بك عفيفي رئيس مجلس الإدارة.
دهش حين تقدم إليه السفرجي في بيته وبيده طبق فضي ليس فيه إلا بطاقة مكتوب عليها فرغلي فهيم ثم بخط صغير شركة الأثاثات المنزلية. نظر إلى البطاقة نظرة سريعة ثم نظر إلى السفرجي. - ما هذا؟ - منتظر على الباب. - الباب الخارجي؟ - داخل البيت، باب الحديقة. - قل له يقابلني في الشركة إذا أراد، وحين يحدد له السكرتير موعدا.
وانصرف السفرجي ليعود مرة أخرى وبيده نفس الطبق ونفس الكارت، فنظر وحيد بك إلى خادمه مندهشا وخشى الخادم أعقاب هذه الدهشة. - كتب لسعادتك كلاما.
وقرأ وحيد بك ... من مصلحة سعادتك أن ألقاك بالبيت، ومزق وحيد بك البطاقة في غضب وقال للسفرجي قل له من مصلحتك أنت ألا تقابلني مطلقا هنا أو في الشركة ... امشي. •••
Bilinmeyen sayfa