وفي الفسحة قال منصور للتلاميذ: لماذا لا نبحث في الفصل على القلم لعله في جوانب الفصل، أو لعل أحدا من الفراشين وضعه في مكان ما؟ كل واحد منا يبحث في مكتبه. أما أنت يا أمين، فابحث على منضدة الأستاذ؛ فإن عليها أوراقا كثيرة لعله تائه بينها.
وطبعا وجد أمين القلم وأعطاه لمنصور، وقال منصور: هيا بنا نبشر الأستاذ عبد العزيز. وخرج وتبعه بعض زملائه. - هذا هو قلمك يا أستاذ عبد العزيز. أرأيت كم ظلمت جرجس؟!
وصاح عبد العزيز وكأنه وجد كنزا : الله يخليكم. ألف شكر، ألف شكر، آسف يا جرجس يا خويا، آسف يا بني.
وحينئذ عرفت دمعة جرجس سبيلها فسالت، وتبعتها دموع كثيرة، بل وبكاء ونشيج.
وذهل عبد العزيز من الموقف، وراح يربت كتف جرجس وقال: ماذا يرضيك؟ - لقد أرضاني الله يا أستاذ عبد العزيز. - سبحانه وتعالى. - وخذ هذا كتاب جديد، اشتريته ولم أقرأه، سأكتب عليه إهداء لك أعتذر فيه وأصفك بما أنت أهله من الخير.
صاح أمين: على أن يكون الإهداء بالقلم الذي وجدناه يا أستاذ عبد العزيز. - طبعا، وهل أكتب بغيره؟
وضحك الجميع، حتى جرجس. •••
مضت أيام على هذه الواقعة، وسأل منصور أمين: متى تجتمع لجنة الجامع؟ - غدا. - أتسمح لي بالحضور؟ - طبعا.
وفي اللجنة قال منصور: إن ما حدث لأخينا جرجس يجعلني أقترح عليكم اقتراحا. - ماذا؟ - أن نكون لجنة في المدرسة لإحقاق الحق. لا نرى شيئا يضر بالمجتمع إلا ونحاول أن نغيره بالحسنى وبالهداية، ونجادل المخطئ بالتي هي أحسن؛ فالله يقول لنبيه
صلى الله عليه وسلم :
Bilinmeyen sayfa