Hurafe: Çok Kısa Bir Giriş
الخرافة: مقدمة قصيرة جدا
Türler
في المقابل، يفترض الصبي غير الواعي أن الآخرين مثله. ويفترض هذا الصبي أن جميع الذكور الآخرين يسعون إلى الاتحاد مع النساء؛ إذ لا توجد علاقات أخرى ممكنة. ولعل من أبرز الأمثلة على ذلك هو إلفيس بريسلي، الذي يمثل نموذجا للطفل المرتبط بأمه الذي عاش العشرين عاما الأخيرة من حياته كراهب في عالم طفولي يشبه الرحم، عالم بينما كانت جميع رغباته تلبى فيه، كان يعتبر نفسه شخصية طبيعية تماما، شخصية «أمريكية صرفة».
بناء عليه، يمكن أن يكون الصبي شخصية حقيقية أو رمزية. ويتحول بعض الصبية المشهورين تاريخيا إلى رموز. وبينما يعتبر الصبي المشهور تاريخيا بالغا من الناحية البيولوجية، فربما لا ينضج الصبي الرمزي أبدا، ومن ثم يعد مثالا على الحياة الشابة الأبدية التي تسعى الشخصيات الصبيانية إلى تقليدها. ولعل أبرز الأمثلة على الإطلاق على الصبي الرمزي تتمثل في شخصية بيتر بان وشخصية الأمير الصغير.
وكما أن الصبي قد يكون واعيا أو غير واع، فإنه ربما يتكيف مع العالم المحيط به أو العكس ظاهريا. وظاهريا أيضا، ربما يستقر الصبي حال الزواج والحصول على فرصة عمل، لكنه لا يجد إشباعا في أيهما. وربما لا يشعر بالاستقرار ولو ظاهريا، كما هي الحال مع دون جوان والطالب الأبدي.
يتمثل النقيض للنمط الأصلي للصبي في النمط الأصلي للبطل؛ إذ ينجح البطل فيما يفشل فيه الصبي. ففي النصف الأول من الحياة، تكون الأنا بطولية حال نجاحها في تحرير نفسها من اللاوعي وفي ترسيخ نفسها في المجتمع. وينجح البطل في الحصول على فرصة عمل مرضية وشريكة حياة. ويفشل الصبي في تحقيق أي من ذلك. وفي النصف الثاني من الحياة، تكون الأنا، التي صارت وقتئذ مستقلة، بطولية حال نجاحها في الانفصال عن المجتمع والعودة إلى حالة اللاوعي دون السقوط فيها. فبينما يرسخ البطل نفسه في النصف الأول من الحياة وفق أعراف المجتمع، يتحدى البطل هذه الأعراف في النصف الثاني من الحياة. وفيما يعتبر البطل شخصية متحدية بصورة واعية، يعتبر الصبي شخصية متحدية بصورة لاواعية. وبينما يخاطر البطل بكل شيء مقابل ما يؤمن به، لا يؤمن الصبي بشيء ومن ثم لا يخاطر بشيء. وبينما يشبه البطل الحقيقي شخصية ديدالوس، يشبه الصبي شخصية ابنه إيكاروس. ونظرا لأن الصبي يعتبر بطلا فاشلا في النصف الأول من الحياة، فإنه يعتبر بطلا فاشلا بالضرورة في النصف الثاني من الحياة أيضا. في الواقع، هو لا يرى أن هناك نصفا ثانيا للحياة.
ويعتبر أدونيس صبيا نموذجيا نظرا لأنه لم يتزوج أبدا، ولم يعمل أبدا، ويموت صغيرا. ولا ينضج أدونيس قط. وهو يخرج من شجرة أولا ليولد. وفي رواية أوفيد، تتباطأ أمه، التي تحولت إلى شجرة، في تركه. ومثل أي أم أخرى، ربما تكون أم أدونيس قد شعرت بالحبور لحملها إياه، لكنها بخلاف أي أم عادية ترغب في إخفائه، وكان يتوجب على أدونيس البحث عن مخرج بنفسه.
بمجرد خروج أدونيس من الشجرة، في رواية أبولودورس، تهرع أفروديت إلى إلقائه في صندوق، وبالتأكيد لم ترجعه إلى الشجرة؛ بناء عليه، تلغي مولده الذي كان بالغ الصعوبة. وعندما فتحت برسيفوني الصندوق، الذي ائتمنتها أفروديت عليه دون الكشف عن محتوياته، وقعت هي الأخرى في حب أدونيس ورفضت إعادته. فكل إلهة، مثل أمه، أرادت الاستحواذ عليه لنفسها. وعلى الرغم من أن قرار زيوس يجعله حرا مدة ثلث السنة، يتخلى أدونيس عن ثلثه إلى أفروديت. وبذلك لا يخرج أدونيس أبدا عن رعاية هذه النماذج للنمط الأصلي للأم.
لا يستطيع أدونيس مقاومة الإلهتين؛ ليس لأنهما يثرناه جنسيا؛ فهو لا يرى فيهما إناثا جميلات إلى حد لا يقاوم، بل ينظر إليهما باعتبارهما مثل أمه، ولا يسعى إلى مضاجعتهما بل إلى المكوث في أحشائهما. وتوجد بينه وبين الإلهتين حالة بدائية من التوحد الروحي التي يطلق عليها لوسيان ليفي-بريل، والذي يستشهد به يونج كثيرا، «غموض المشاركة» (انظر الفصل
الأول ). ونفسيا ، يقع أدونيس في مرحلة الإنسانية التي يعتبرها ليفي-بريل، ومن بعده، يونج بدائية. ولأنه غير واع بالاختلاف بين حياته وحياة أي شخص آخر، يعتبر أدونيس صبيا بصورة متطرفة أو بأخرى، فهو غير واع وكذلك سطحي. وبينما قد يثني كامبل على توحد أدونيس مع العالم روحيا، يدين يونج هذا العالم باعتباره عالما طفوليا.
هوامش
الفصل السابع
Bilinmeyen sayfa