Yunan ve Roman Tarihinin Özeti
خلاصة تاريخ اليونان والرومان
Türler
لما كان الإسكندر على فراش الموت سأله أتباعه عمن يريد أن يتولى مملكته بعده، فأجاب: «يتولاها من يستحقها.» ولكن يظهر أنه لم يكن بين رجاله من هو جدير بذلك الاستحقاق، وكانت تلك المملكة شاسعة الأطراف تمتد من بلاد اليونان إلى أقاصي الهند وفيها كثير من الأمم، فآل الأمر إلى انقسامها بين ثلاثة وثلاثين من كبار قواده، وقد أباحوا لأكبرهم استيلاء أكثر من سهم، وفي سنة 312ق.م أصبحت المملكة في يد أربعة منهم، وذلك بعد موت الإسكندر بإحدى عشرة سنة، وكان قد هلك كل أقاربه وأولاده.
أما اليونانيون فلما علموا بموت الإسكندر طمعوا باسترجاع حريتهم، وحاولوا ذلك لكنهم لم يفوزوا، فأصبحت بلادهم تحت سلطة كاسندر الذي كان قائدا لفرسان الإسكندر، وبعد يسير توفي كاسندر، ولم يبق بعد ذلك في تاريخ اليونان حوادث تتلى ما خلا الفواحش المتعاظمة والكوارث المتتابعة والمصائب المتراكمة.
وفي سنة 278ق.م سطا الغاليون أو الكلتيون على اليونان، وكان الغاليون إذ ذاك شعبا بربريا يسكنون البلاد التي تدعى الآن فرنسا، وقائدهم كان يدعى برنس وعددهم قيل إنه بلغ 160 ألفا، فسار برنس في جيشه لا يدافع إلا بالأمر اليسير حتى أتى دلفي على نية أن يستولي على الأموال الموجودة في هيكل أبولو المشهور، وقد قال برنس: إن إلها مثل أبولو لا يحتاج إلى هذه الأموال، أما أنا فلا غنى لي عنها؛ لأني إنسان، وبعث رجاله إلى الهيكل حتى أتوا إلى واجهته وكانت تحسب أقدس قسم فيه، وهناك كان يهبط الوحي العجيب الذي نتج عنه نبوات غريبة على ما يزعمون، فبينما كانت جيوش الغاليين قاصدة ذلك الهيكل صدمتهم زوبعة شديدة رافقتها رعود وإعصار، وتبع كل ذلك زلزلة اهتزت لها الأرض فأجفل الغاليون.
وكان الغاليون قد تألبوا للدفاع عن الهيكل، فلما رأوا الخلل قد تمكن من الغاليين هجموا عليهم بالسيوف، وكان الظلام قد سدل حجابه فلم يعد الغاليون يميزون صديقهم من عدوهم فصاروا يقتلون بعضهم بعضا حتى بادوا.
هذا ما نقله إلينا قدماء المؤرخين عن هذه الواقعة ولا نظنها تخلو من المبالغة؛ لأن بعض أجزائها يصعب تصديقه، وعلى كل فإنها آخر الوقائع التي انتصر فيها اليونانيون.
نهاية الاستقلال اليوناني
وأصبح اليونانيون بعد ما قاسوه من الحروب قليلي التعلق بالحرية وبالفضائل الأخرى التي كانت تميزهم من سائر الأمم، ويؤيد ذلك ما نقل الرواة عن أجيس ملك سبارطة، وكان ملكا شابا شديد الرغبة في إصلاح سبارطة وإعادة الشرائع القديمة التي كان قد وضعها ليكورغوس المتقدم ذكره، لكن السبارطيين لانغماسهم في الملذات والشهوات استولى عليهم الجبن حتى كرهوا اسم ليكورغوس، وعولوا على رفض قوانينه؛ لأنها صارمة، وبناء على ذلك قبضوا على ملكهم وقادوه إلى السجن وحكموا عليه بالموت، فلما جاءت ساعة تنفيذ الحكم نظر إليه الجلاد وبكى فقال له أجيس: لا تبك لأجلي؛ لأني أسعد حالا من الذين حكموا بقتلي.
وبعد قتله ببرهة وجيزة جاءت أمه وجدته إلى السجن لترياه وهما غير عالمتين بقتله، فقادوهما إلى سجنه وقتلوهما ورموا جثتيهما فوق جثته.
وبعد تلك الفعلة الشنعاء بمدة تولى على الإسبارطيين ملك يقال له نابس، وكان ظالما كثيرا حتى خيل للناس أنه إنما أرسل لعذاب الناس، وكان في قصره تمثال جميل جدا يشبه زوجته وعليه غطاء ثمين يليق بالملكة، ولكن صدر ذلك التمثال وزنديه ملآنة بالمسامير الحادة، إلا أنه مغطى بثياب جميلة، فكان الملك نابس إذا أراد استخراج مال من أحد دعاه إلى قصره أوقفه أمام ذلك التمثال، فيحتضنه التمثال بيديه ويضمه إلى صدره بواسطة آلات غير منظورة، فإذا حاول الرجل النجاة لا يستطيع؛ لأنه مسمر بين يدي التمثال، فيبقى والمسامير قد غرزت في لحمه حتى يدفع لنابس المال الذي يريده.
فلا يعجب القارئ من بعد ما علم من تصرف ملوك اليونان هذا إذا رأى الرعية تميل إلى التخلص من حكمه، ففي سنة 146ق.م دخلت اليونان تحت سلطة رومية.
Bilinmeyen sayfa