90

On Birinci Yüzyıl Kişilikleri Ardında

خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر

Yayıncı

دار صادر

Yayın Yeri

بيروت

وَعدم الِاجْتِمَاع بِالنَّاسِ إِلَّا عَن حَاجَة وَكَانَ ملازمًا للطيلسان مواظبًا على تِلَاوَة الْقُرْآن معرضًا عَن اعراض الدُّنْيَا قانعًا بالكفاف وَكَانَت فَصَاحَته تفوق فصاحة سحبان وَائِل فَإِذا تكلم فَالْعُلَمَاء الأفاضل تسمع لَهُ فَلَيْسَ أحد مِنْهُم بمتفوه وَلَا قَائِل وَله كرامات باهرة وأنفاس طَاهِرَة وَكَانَ تِلْمِيذه الشَّيْخ عبد الله بن أَحْمد العيدروس يَقُول إِنَّه يشفع فِي اهل زَمَانه وَلم يزل ملازمًا للتقوى إِلَى أَن قضى نحبه وَكَانَت وَفَاته فِي سنة سبع بعد الْألف بتريم وَدفن بمقبرة زنبل هَكَذَا ذكر تَرْجَمته الشلي فِي مشروعه الْمَرْوِيّ الْأَمِير أَبُو بكر بن عَليّ الإحسائي ثمَّ الْمدنِي الْأَمِير الْكَبِير الْجَلِيل الْقدر أحد أسخياء الْعَالم رَأَيْت فِي بعض التَّعَالِيق تَرْجَمته وَذكر مترجمه أَن وِلَادَته بِمَدِينَة الأحساء فِي حُدُود الْألف وَنَشَأ على الِاشْتِغَال بِالْعلمِ ثمَّ رَحل صُحْبَة وَالِده إِلَى الْمَدِينَة وتوطنها وَكَانَ بهَا ملازمًا لِلْعِبَادَةِ مواظبًا لقِيَام اللَّيْل حَتَّى إِنَّه كَانَ يَجِيء إِلَى الْمَسْجِد النَّبَوِيّ فيقف بِبَابِهِ نَحْو سَاعَة حَتَّى يَفْتَحهُ الخدّام إِلَى أَن أدْركهُ أَجله يَوْم عَرَفَة بهَا وَهُوَ محرم فَحمل فِي محفة إِلَى مَكَّة وَدفن بالمعلاة وَذَلِكَ سنة سِتّ وَسبعين وَألف وَتُوفِّي وَالِده عَليّ باشا بِالْمَدِينَةِ فِي سنة إِحْدَى وَخمسين وَألف وَله ديوَان شعر فِي مجلدين وَمن شعره قَوْله مادحًا الشريف زيد بن محسن صَاحب مَكَّة (زفت لعز مقامك العلياء ... وَعَلَيْك فضت راحها الجوزاء) (فالبدر كاس والشموس عقارها ... فَاشْرَبْ بكاس شمسه الصَّهْبَاء) (وحبا بهَا نجم السَّمَاء فَكَأَنَّهَا ... ذَات وَذَاكَ بشكله الْأَسْمَاء) (وأتتك بكرا قبل فض ختامها ... يقتادها راووقها وذكاء) (خضعت لعزك فاستقم فِي عرشها ... يَا ظَاهرا لَا يَعْتَرِيه خَفَاء) (وانصب لِوَاء الْعدْل منتشر الثنا ... قد ضوّعت بعبيره الأرجاء) (يسْعَى بِظِل أَمَانه بَين الورى ... ذُو الْبَأْس والأمجاد والضعفاء) (فالدهر سَيْفك فاتخذه مجرّدًا ... متوشحًا بالنصر وَهُوَ رِدَاء) (والسعد قد توجته فلك الهنا ... وَكَذَا السَّعَادَة برجها السُّعَدَاء) (وعلاك قد شهد الحسود بفضله ... وَالْفضل مَا شهِدت بِهِ الْأَعْدَاء) (وحماك أَمن الْخَائِفِينَ نؤمه ... شم الأنوف القادة الْأَكفاء) (وَلَقَد حظيت من الْإِلَه بنصره ... ردَّتْ مُرِيد الكيد وَهُوَ هباء)

1 / 90