On Birinci Yüzyıl Kişilikleri Ardında
خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر
Yayıncı
دار صادر
Yayın Yeri
بيروت
الصّديق أول من أَجَابَهُ أهل تريم وَلم يخْتَلف عَلَيْهِ أحد مِنْهُم وَبعث للصديق بذلك فَدَعَا الله بِثَلَاث دعوات أَن تكون معمورة وَأَن يُبَارك فِي مَائِهَا وَأَن يكثر فِيهَا الصالحون وَلِهَذَا كَانَ الشَّيْخ مُحَمَّد بن أبي بكر باعباد يَقُول إِن الصّديق يشفع لأهل تريم خَاصَّة وَكَانَ إِذا ذكرت عِنْده يَقُول سعد أَهلهَا وَأعظم خَصَائِص هَذِه الْمَدِينَة الْعَظِيمَة هِيَ الذُّرِّيَّة السّنيَّة الْكَرِيمَة فَلَقَد شرفت بهم وسمت واتسمت من الْفَضَائِل بِمَا اتسمت فَهِيَ بهم كالعروس تتهادى بَين أقمار وشموس وَمن ثمَّ قَالَ بعض الصُّوفِيَّة أَنهم المعنيون بقوله
أَنِّي لأجد نفس الرَّحْمَن من قبل الْيمن فَأكْرم بهَا من بَلْدَة زكتْ بأطيب النِّعَال وشرفت بِأَهْل الْكَمَال مَا مدحت الديار إِلَّا لكَونهَا محلا للأخيار وَقد تكلم على جَمِيع مَا يتَعَلَّق بهَا مُحَمَّد الشلي بن أبي بكر صَاحب التَّرْجَمَة فِي كِتَابه المشرع الْمَرْوِيّ وَبَين أَخْبَارهَا كل الْبَيَان وَأحسن كل الْإِحْسَان فليراجعه من أَرَادَ الْوُقُوف على ذَلِك
أَبُو بكر بن أَحْمد قعُود النَّسَفِيّ الْمصْرِيّ الْحَنَفِيّ الرِّفَاعِي الطَّرِيقَة المنجم الْمَشْهُور وَصَاحب الأوفاق والأعمال العجيبة كَانَ من أكَابِر عُلَمَاء الظَّاهِر وَالْبَاطِن وَله فِي علم الْحَرْف والجفر والأسماء الملكة التَّامَّة وَكَانَ مَشْهُور الْبركَة بِمصْر فِي التمائم والعزائم وأشباهها وَله معرفَة تَامَّة فِي علم الأوفاق وَكَانَت الوزراء والأمراء بِمصْر يأْتونَ إِلَيْهِ للتبرك بِهِ وجلالته أشهر من أَن تذكر ولد بِمصْر وَبهَا نَشأ وَقَرَأَ على وَالِده وعَلى الشَّمْس الرَّمْلِيّ والنور الزيَادي وعَلى بن غَانِم الْمَقْدِسِي وَمن فِي طبقتهم وجاور بالحرمين ثَمَانِيَة وَعشْرين سنة وَأخذ بهَا عُلُوم الطَّرِيق عَن السَّيِّد صبغة الله السندي وعَلى تِلْمِيذه أَحْمد الشناوي الخامي وَأَجَازَهُ كِتَابَة ولفظًا وَكَانَ بَينه وَبَين السَّيِّد الْعَارِف بِاللَّه تَعَالَى أَحْمد بن الشَّيْخ أبي بكر بن سَالم صَاحب عينات محبَّة أكيدة بِحَيْثُ لَا يُفَارق كل مِنْهُمَا الآخر فِي غَالب الْأَوْقَات وَأخذ كل مِنْهُمَا عَن الآخر ثمَّ رَجَعَ إِلَى مصر وَأقَام بهَا وَقدم إِلَى بَيت الْمُقَدّس وَأخذ بهَا طَرِيق الرفاعية عَن الْعَارِف بِاللَّه تَعَالَى مُحَمَّد العلمي وَدخل دمشق مَرَّات وسافر إِلَى قسطنطينية وَكَانَ آخر دخلاته إِلَى دمشق فِي سنة ثَلَاث وَخمسين وَألف وَكَانَ الْوَزير مُحَمَّد باشا سبط رستم باشا الْوَزير الْأَعْظَم محافظًا بهَا وَبَالغ فِي إكرامه وَكَانَ وَهُوَ بالروم بشره بالوزارة الْعُظْمَى ومجيء الْخَتْم السلطاني لَهُ إِلَى دمشق وَعين الْيَوْم الَّذِي يَجِيء فِيهِ فَلَمَّا جَاءَهُ خبر ذَلِك استحضره وَقَالَ لَهُ جَاءَنَا خبر من طرف السلطنة بِالْعودِ إِلَى مُحَافظَة
1 / 78