On Birinci Yüzyıl Kişilikleri Ardında

Muhammed Emin Muhibbi d. 1111 AH
52

On Birinci Yüzyıl Kişilikleri Ardında

خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر

Yayıncı

دار صادر

Yayın Yeri

بيروت

بتقرطي ببدائع كَلَامه وَكَانَ يتحفني بِبَعْض أَقْوَاله ويشنف سَمْعِي بمجرباته وأحوال فيغنيني بحلاوة تَقْرِيره عَن الْمُشَاهدَة والعيان وتنتهي عِنْدِي مِنْهُ دقائق الْمعَانِي وَالْبَيَان وَكَانَ ﵀ من الْفضل فِي مَحل ذروته وَمن الْحلم فِي مرتبَة سنامه وَكَانَ وقورًا حسن الْهَيْئَة مطبوع الْعشْرَة لطيف النادرة وَله حذق وفراسة يقْضِي مِنْهَا بالعجب وَكَانَ فِي أول أمره فقثرًا ثمَّ أثرى وَنَشَأ فِي جد واجتهاد وَقَرَأَ على عُلَمَاء عصره مِنْهُم الملا مَحْمُود الْكرْدِي وَأخذ عَن عبد الْوَهَّاب الفرفوري وَأحمد بن مُحَمَّد القلعي وَحضر دروس النَّجْم الْغَزِّي وتصدر اللاقراء فِي ابْتِدَاء أمره واشتهر بِحسن التأدية والتفهم فأكبت عَلَيْهِ الطّلبَة وَلَزِمتهُ وانتفع بِهِ من الْفُضَلَاء مَالا يُحْصى وَجَمِيع من نعرفه الْآن بِدِمَشْق المتعينين بِالْفَضْلِ الْمشَار إِلَيْهِم من الجلة تلاميذه يباهون بِهِ ويشكرون صَنِيعه وَمَا أَظن أحد اتلمذ لَهُ إِلَّا أحبه محبَّة أَب لِابْنِهِ وأمثل من أَخذ عَنهُ وتفوق وبرع مَوْلَانَا أَبُو الصفاء وَأَخُوهُ أَبُو الأسعاد ابْنا أَيُّوب والمرحوم فضل الله الْعِمَادِيّ وَابْن عَمه سيدنَا عَليّ وَأَخُوهُ مُحَمَّد والمرحوم الشَّيْخ عبد الْقَادِر بن عبد الْهَادِي وَشَيخنَا عُثْمَان المعيد وَشَيخنَا اسماعيل بن الحائك وَشَيخنَا وقريبنا وبركتنا الشَّيْخ عبد الْغَنِيّ النابلسي وَأَخُوهُ الشَّيْخ يُوسُف وَالشَّيْخ أَبُو الْمَوَاهِب الْحَنْبَلِيّ وَالشَّيْخ درويش الْحلْوانِي والمرحوم الشَّيْخ أَبُو السُّعُود بن تَاج الدّين وَغَيرهم مِمَّن يطول سردهم وَأَنا مِمَّن تشرفت بالتلمذة لَهُ وَقد لَزِمته من سنة ثَلَاث وَسبعين وَألف إِلَى أَن انْتقل إِلَى رَحْمَة الله تَعَالَى وغفرانه فَقَرَأت عَلَيْهِ مَوَاطِن من التَّفْسِير وَأخذت عَنهُ الحَدِيث وَالْفِقْه والنحو والمعاني وَالْبَيَان والمنطق والأصلين وشيئًا من التصوف وَالْأَدب وَأول مَا أَدْرَكته يعْقد حَلقَة التديس بَين الْمَقْصُورَة وَبَاب الخطابة من الْجَامِع الْأمَوِي ثمَّ تحول إِلَى دَار الحَدِيث الأحمدية بالمشهد الشَّرْقِي وَكَانَ أَيَّام الصَّيف يدرس فِي الرواق الشَّرْقِي مِمَّا يَلِي بَاب جيرون ثمَّ لزم دَاره بالكلاسة غَالِبا ودرس من الدُّرُوس فِي مُغنِي اللبيب وَتَفْسِير الْبَيْضَاوِيّ وَالْبُخَارِيّ وَالْهِدَايَة وَشرح الْأَرْبَعين لِابْنِ حجر وَشرح الطوالع للأصبهاني ودرس بِالْمَدْرَسَةِ الإقبالية تدريس وَظِيفَة وَكَانَ عَلَيْهِ وظائف قَليلَة جدا فَلهَذَا كَانَ يقْتَصر على بعض تِجَارَة واشتهر فِي آخر أمره وطِئت حَصَاة فَضله وَأَقْبَلت عَلَيْهِ النَّاس وَكَانَ يحب الْعُزْلَة إِلَّا أَنه لَا يتَمَكَّن مِنْهَا وَله تعليقات تشهد بدقة نظره مِنْهَا حَاشِيَة على شرح الْقطر للفاكهي وَله تحريرات على مَوَاطِن من التَّفْسِير وَكَانَ ينظم الشّعْر فَمَا رويت لَهُ قَوْله يتوسل

1 / 52