153

On Birinci Yüzyıl Kişilikleri Ardında

خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر

Yayıncı

دار صادر

Yayın Yeri

بيروت

مطرود من طريقتي وَمن تبع الشَّيْخ عبد الرَّحِيم فَهُوَ مَقْبُول عِنْد الله وَعِنْدِي وَمَعَ ذَلِك استمرت الْفُقَرَاء غَالِبا عِنْده ثمَّ بعد مُدَّة توجه أَبُو الوفا بِهَدَايَا إِلَى الشَّيْخ سعد الدّين وَمَعَهُ الْفُقَرَاء المريدون فسبقه الشَّيْخ مَسْعُود أَخُو الشَّيْخ عبد الرَّحِيم وَقَالَ للشَّيْخ سعد الدّين إِن خلفت أَبَا الوفا يخْتل أمرنَا فَقَالَ لَا أخلفه فجَاء أَبُو الوفا فَأكْرمه الشَّيْخ سعد الدّين ثمَّ قَالَ لَهُ جِئْت تطلب الْخلَافَة فَقَالَ أَنا خَليفَة وَالِدي عَن وَالِده عَن جده عَن أجدادكم وَجئْت لتأدية حقكم فَحسب فَإِن أذنتم فِيهَا وَإِلَّا فقد فعلت مالكم من الاحترام وَلم يبرم ثمَّ رَجَعَ إِلَى حلب واستمرت حَلقَة ذكره قَائِمَة لَكِن حَلقَة الشَّيْخ عبد الرَّحِيم كثرت جدا بِسَبَب السخاء وبذل الْقرى وَكَانَت حَلقَة الشَّيْخ عبد الرَّحِيم بِبَاب الْمَقْصُورَة ملاصقة حَلقَة الشَّيْخ أبي الوفا بِحَيْثُ يلتحمون وَلَا شَيْء حاجز بَينهم وَكَانَ يَقع بَينهم من الْفِتَن والاثارات والشتم أَشْيَاء كَثِيرَة إِلَى أَن مقت النَّاس الْفَرِيقَيْنِ فَلَمَّا قدم الشَّيْخ مُحَمَّد بن الشَّيْخ سعد الدّين إِلَى حلب ألزم الشَّيْخ عبد الرَّحِيم بالتحول إِلَى الْمِحْرَاب الْأَصْغَر حَتَّى انطفت تِلْكَ النيرَان وَقَالَ الشَّيْخ مُحَمَّد أَخطَأ وَالِدي فِي تَفْرِيق الْكَلِمَة بَينهم وَكَانَ أَبُو الوفا تولى مدرسة الفردوس وَتَوَلَّى نقابة طرابلس وَكَانَ خَطِيبًا بِجَامِع الزكي وَأما مَاله وَولي مدرسة البيرامية وَكَانَت وَفَاته فِي سنة عشرَة بعد الْألف وَدفن فِي نفس زاويتهم وَقد قَارب الْخمسين
أَبُو الوفا بن مَعْرُوف الْحَمَوِيّ الشَّافِعِي الخلوتي الطَّرِيقَة ذكره الشَّيْخ عمر العرضي وَالِد أبي الْوَفَاء الْمُتَقَدّم ذكره فِي تَارِيخ أَلفه وَذكر فِيهِ عُلَمَاء اجْتمع بهم وَأخذ عَنْهُم أَو صحبهم وقفت عَلَيْهِ وجردت مِنْهُ تراجم أنَاس مِنْهُم أَبُو الوفا فَقَالَ فِي تَرْجَمته صاحبنا الْفَاضِل الزَّاهِد قَرَأَ بحماة على الشَّيْخ أبي بكر اليمني الزَّاهِد فِي الْفِقْه ثمَّ لما مَاتَ الشَّيْخ أَبُو بكر هَاجر الشَّيْخ أَبُو الْوَفَاء إِلَى مصر فَقَرَأَ على فضلائها كالرملي الصَّغِير وَالشَّيْخ حمدَان وَأخذ الحَدِيث عَن النَّجْم الغيطي والعربية عَن الشهَاب ابْن قَاسم والشنواني ثمَّ قدم حماه بِفضل وافر فَلبس الْخِرْقَة الخلوتية من شَيخنَا الشَّيْخ أَحْمد بن الشَّيْخ عبدو القصيري وَهَاجَر إِلَى قريته الْقصير وَدخل الْخلْوَة وتهذب وتزكت نَفسه ثمَّ عَاد إِلَى بَلَده فَركب مَنَابِر الْوَعْظ ونصح وَأطَال اللِّسَان وأعتقده النَّاس سِيمَا فِي أَوَاخِر عمره فَإِنَّهُ أَسْفر عَن أَخْلَاق مرضية وتلمذ لَهُ جمَاعَة من فضلائها وَصَارَ شيخها وقدوتها وحمده النَّاس وَقدم علينا حلب مَرَّات فِي أغلبها يبادرنا بالزيارة وَلَو أَنه تربص لسعينا لَهُ وزرته وَمَا لحُصُول بركته

1 / 154