Günlük Özeti ve Parçalar

Abbas Mahmud El-Akkad d. 1383 AH
77

Günlük Özeti ve Parçalar

خلاصة اليومية والشذور

Türler

الإلياذة

أضاع البستاني أعواما في تعريب الإلياذة لو قضاها - أو بعضا منها - في تعريب نخبة من أسفار الحكمة الغربية لكان ذلك خيرا للعربية وقرائها من نقل كل ملاحم الأقدمين إليها. نقل إلينا تلك الملحمة الضخمة التي تشتم عنجهيات البدو وجلافات القبائل في كل قصيدة من قصائدها، على حين بدأ الأوروبيون أنفسهم يمجونها ويزهدون فيها، وما كانت تطرب إليها نفوسهم في عهد من العهود، ولكنهم يقلدون في الإعجاب بها بعضهم بعضا؛ فيكتب النقاد في تقريظها ويترنم القراء بوقائعها وأناشيدها، وكلهم يظن أن غيره أعلم منه بسر ذلك الإعجاب المستولي على الجميع، وكلهم في الحقيقة سواء في جهل ذلك السر، وما جعل للإلياذة هذه القيمة بين كتب الأدب المعدودة في لغات الغربيين إلا أنها الكتاب الوحيد الذي بقي لجامعات أوروبا جيلا بعد جيل تدرس فيه بلاغة اليونانية وقواعد شعرها القديم، فكان يتلوها منهم كل كاتب قبل أن يكتب وكل شاعر قبل أن يشعر، ويعتبرونها كما يعتبرون سفرا يدرس في الجامعات، ثم يتشدقون ويتفيهقون بها تفيهق عارف اللسان المجهول وقارئ الكتاب النادر.

ولقد فقدت هذه القيمة بترجمتها إلى اللغة العربية؛ فلم يبق فيها إلا تلك السخافات والحماسيات التي لا أشبهها إلا بوقائع سيف بن ذي يزن وأبي الهلالي مما يقرؤه كل منا في حداثته، ولكن الوهم قد صيرنا لا نجرؤ على النطق بأسمائها كما صيرهم الوهم يشيدون بذكر إلياذتهم وينصبون ناظمها «المستر» ملكا على الشعراء.

الرشوة

فشت الرشوة والصنيعة في الشرق؛ لأن الشرق عش الاستبداد، والرشوة والصنيعة تفشوان حيث تنطلق يد الحاكم بلا مراجعة ولا تعقيب، فلا مناص للشاكين والطالبين من استرضائه والاحتماء به، أما حيث تنحصر سلطة الحاكم في تطبيق أحكام القانون فإنهما يمتنعان إلا بقدر ما يفضل - بعد تنفيذ السلطة العمومية - من سلطة يكتسبها الموظف لشخصه.

الطريقة الإنشائية

العناية بتنميق الألفاظ عيب الطريقة الإنشائية وحسنتها في آن واحد، وهي عيبها لأن المبالغة في العناية بالألفاظ من طبيعتها أن تصرف صاحبها عن تحري المعاني والتثبت من الحقائق، وهي حسنتها لأن هذه العناية من طبيعتها أن تغزر مادة الكاتب اللفظية فتتوارد الكلمات على سن قلمه بلا تعمل أو كلفة، فيجري قلمه في الكتابة جري لسانه بالكلام، وحقق ذلك العيب وهذه الحسنة في كتابات جماعة الإنشائيين من كتاب الجيل الماضي، وأعني بهم أمثال الطويراتي وعبد الله نديم والشدياق واللقاني وأديب إسحاق وإبراهيم المويلحي وأضرابهم من زعماء الطريقة الإنشائية.

وحدة الحكومة

لا أرى لماذا يخطر للأكثرين أن الجامعة الإنسانية تقتضي وحدة الحكومة؛ فليس ما يساعد على هذا الخاطر اليوم، وربما كانت الحكومات المستقلة غدا أكثر منها اليوم عددا، فلا أهمية البتة لوحدة الحكومة في تكون الجامعة الإنسانية، ويكفي أن الأمم سوف تساس في المستقبل طبقا لنظريات مشتركة في الحكم وتجري على وتيرة واحدة في أوضاع العمران، ذلك أدعى إلى التقارب والتآخي من اشتراكها في أشخاص الرؤساء الذين يحكمونها، ومتى وصلت الأمم إلى مستوى واحد في الأفكار والنظامات فما أغناها إذ ذاك عن الانضمام تحت قطعة واحدة من القماش.

القضاء والقدرة في الطبيعة

Bilinmeyen sayfa