Günlük Özeti ve Parçalar
خلاصة اليومية والشذور
Türler
جنون النبوغ
إذا كان الجنون بنوع ما عبارة عن مخالفة ما جرى عليه العرف بين الناس فالنبوغ نوع من الجنون، فإن النابغة يستهين بالتقاليد المرعية بين الجمهور؛ لأنه لا يعرف وجها للتمسك بها، إما لأنها عقيمة في ذاتها أو لأنها كانت صالحة أو ضرورية في زمن من الأزمان، ثم عادت غير ضرورية في الوقت الحاضر.
التشبيه الشعري
ملكة التشبيه تقوى حيث تضيق دائرة الأشياء؛ فإن المتكلم يحاول أن يقرب إلى سامعه ما لا يعرفه وهو كثير بتشبيهه بشيء مما يعرفه وهو قليل؛ ومن ثم كان أهل البدو والريف أقدر على التشبيه من الحضريين وسكان الأمصار، ولقد كان الشاعر دائما أسبق من العالم في التاريخ؛ فإن الإنسان يحس أولا ثم يفكر، فتسخو القرائح في عهد البداوة، وينبغ الشعراء في الأنحاء التي لم يستبحر فيها العمران أكثر مما ينبغون في غيرها.
إرادة المصري
المصريون لم يشعروا بافتقارهم إلى الإرادة إلا بعد أن قسرتهم المزاحمة الأجنبية على الأعمال التي للإرادة دخل فيها، فأما قبل ذلك فكانت أعمالهم من أغنى الأعمال عنها، فلا اعتدال الجو ولا ارتفاع النيل ولا امتناع الآفات ولا جودة المحصول مما يترتب على توجيه إرادة الزارع، بل كل ما يحتاج إليه في صناعته شغل آلي شاق بعيد عن إشراف القوى العقلية.
بقايا الحيوانية في الإنسان
العواطف عبارة عن انفعالات جسدانية لا سلطان لأعمال العقل عليها، وهي في الإنسان راجعة إلى أقدم عهده بالهمجية، بل بالحيوانية الأولى أيام كانت كل أمياله وأطواره أفعالا تقوم بها وظائف جسده من تلقاء نفسها حسب مطالبها من سد جوعة أو قضاء شهوة أو ري ظمأ أو دفع أذى؛ فالرجل الهمجي، ومثله الجاهل الفطري، ليست مدركته إلا مجموعة إحساسات عالية أو خسيسة، ليس للنظر والتروي مجال بينها، وما كان في جميع حالاته إلا آلة تقذف بها طبيعته حيث شاءت، ولكنه في المجتمعات الراقية حيث يرتبط الرجل مع بقية الأفراد بواجبات وأصول جبرية ولا يعود حيوانا مرسلا مع أهوائه وشهواته، يضطر بحكم البيئة إلى الضغط على عواطفه انصياعا لأحكام المصلحة والعقل، ويزداد كلما ازداد الإنسان حاجة إلى التعقل والاستغناء عن قوة الساعد في حفظ ذاته.
فالقليل الذي بقي من عواطفنا وأميالنا اللدنية التي لا تجيبنا إذا سألناها لماذا مصيره إلى التواري والاختفاء حتى يسود حكم العقل على جميع أعمال الإنسان.
العمل والأمل
Bilinmeyen sayfa