Günlük Özeti ve Parçalar
خلاصة اليومية والشذور
Türler
والتبصر قوة؛ لأن المتبصر يسلم بالأمر الذي لا بد منه كأنه يفعله مختارا قبل أن يرغم عليه.
والصفح قوة؛ لأنه عنوان القدرة الدائمة التي لا تمسها إساءات الناس وعدوانهم، والتي إذا أبقت خصمها اليوم فلأنها قادرة على الاقتصاص منه في أي وقت تشاء.
وسلامة الضمير قوة؛ لأن عدم الاحتراس من الناس يشير إلى عدم الخوف منهم، كأنهم لا يستطيعون أن يصلوا بسوء إلى صاحبه.
والعدل قوة؛ لأنه مساواة بين من يخشى بأسه ويطمع في مساعدته، وبين من يرجى له نفع أو يخشى منه ضرر.
والصدق قوة؛ لأن الصادق لا يضطر كالكاذب إلى إخفاء الحقيقة رهبة من أناس أو رغبة فيهم، ويقرب من الصدق في هذا المعنى الوفاء.
والزهد قوة؛ لأنه غنى سلبي عما ينكب الناس على طلبه.
والورع قوة؛ لأنه اعتصام بقوة الخالق ترفعا عن قوة المخلوقات.
واحترام الضعف قوة؛ لأن احترام الضعفاء كاحترام الأقوياء يدل على أن خوف القوة ليس هو الحامل على الاحترام.
وجميع هذه الفضائل تشترك في فضيلة أخرى وهي أنها تستجلب ثقة الناس إلى أربابها، وتوقيهم الصغار الذي يتلبس به الذين يشتهرون بأضدادها.
على أنك إذا حللت الرذيلة من وجهة أخرى لما وجدت إلا أنها اختصار الطريق إلى الغرض تهافتا من النفس وعجزا عن الصبر على تنكب المحظورات، ووجدت الفضيلة عبارة عن الوصول إلى ذلك الغرض عن طريق كثيرة العوائق والتعاريج يدل التزامها على الجلد والاضطلاع، فيظهر مما تقدم أن الإنسان لا يستطيع أن يفخر بأمر ليس للقوة نصيب منه، ولا يرغب في الاتصاف بوصف إلا إذا كان فيه إظهار لقوته أو مداراة لضعفه، وأنه لا يوجد إنسان مهما بلغ من الورع والتجرد ينفر من العزة ويرتاح للضعة، وإنما يختلفون في فهم معناهما كل بما يصلح له.
Bilinmeyen sayfa