Günlük Özeti ve Parçalar
خلاصة اليومية والشذور
Türler
إن القوى البدنية لم تعد ذات شأن في تمييز الصالح من غير الصالح؛ فالضعيف والقوي يدرآن عن نفسيهما بسلاح واحد. وأضعف الضعفاء الذي لا يقوى على رفع أخف حمل عن الأرض في وسعه أن يقتل ستة من جبابرة المصارعين بتحريك أنملته. ومع ذلك ففي أي وقت نبدأ بحصر الضعفاء والأقوياء؟ ومن أدرانا أن هذا السقيم الفاني الذي نقلته اليوم لا يصبح صحيحا معافى غدا خصوصا إذا نظرنا إلى ما يرجى من تقدم وسائل العلاج عاما بعد عام، وأن هذا الغليظ الشديد الذي نبقي عليه لا يصبح مثله سقيما في يوم من الأيام؟
ثم من هو الأصلح وكيف نعرفه وبأي معيار نقيس صلاحه؟ وإلى من نكل فرز الصالح من سواه؟ وفي أي عمل نجربه؟ أفي عمل واحد أم نتركه حتى نردده على كافة الأعمال؟ وهل نعتبر صلاحيته بالنسبة إلى فترة محدودة أو بلد معين أم يكون ذلك بالنسبة إلى جميع الأزمان والبلدان؟
ومن أدرى هؤلاء الجراحين الذين لا يحسنون غير البتر علاجا، لعل الرحمة لا تكون من مقتضيات الرقي الإنساني ولوازم الاجتماع البشري إذا كان أصلها غير مشاهد في الحيوان؟
إن نيتشه وأشياعه هم الذي يعاكسون بهذا التداخل ناموس بقاء الأصلح، فإنهم بدلا من أن يتركوه مكبا على عمله ينفي الضار ويبقي النافع يعترضونه في وظيفته ويتحكمون فيما من شأنه وحده الفصل فيه.
تغيير المألوف
أصعب ما على النفوس تغيير مألوف، فلو كان هناك نازلة تلم بالإنسان من دون أن تغير شيئا من مألوفاته لما أحس لها بألم، ولذلك تخف وطأة الحوادث ويهون وقعها على من تتوالى عليهم المصائب ويمارسون تقلبات الأيام.
ولو أن الرجل ينظر إلى غير الدهر وإلى العوارض التي يستهدف لها كل إنسان، ولا يبعد أن تباغته في كل آن ومكان لتلطف عنه لذعتها التي يتلوى من قوارص آلامها الذين تداهمهم على غرة واطمئنان. وكذلك آلام الشيوخ، حزن ساكن لا يخالطه ذلك الوجع الحاد الذي يمتزج بآلام الشباب.
الموت
الموت أعم المصائب وقوعا، ولا يزال أشدها إيلاما وأقلها قبولا للعزاء، على أن ذلك لا يفيد؛ لأنه غير مألوف، ولكنه يدل على أن الإنسان لا يجزع لمصاب غيره كما يجزع لمصاب نفسه.
تواضع الملوك
Bilinmeyen sayfa