128

خطب مختارة

خطب مختارة

Yayıncı

وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد

Baskı Numarası

الثالثة

Yayın Yılı

١٤٢٣هـ

Yayın Yeri

المملكة العربية السعودية

Türler

ومن أراد زيارة الرسول ﷺ وأن يكون عمله مشروعًا ومقبولًا، عليه أن يقصد بسفره المسجد، فإذا أتى إليه صلى فيه ما قدر له، ثم أتى إلى القبر الشريف إن شاء، فسلم على النبي ﷺ بأدب واحترام وعدم رفع صوت أو ضجيج، ثم سلم على صاحبيه، ﵄، ثم انصرف. ولم يعيِّن لزيارة القبور، ولا لأحد المساجد الثلاثة يومًا معلومًا، أو شهرًا معلومًا، بل شَرَع لنا زيارتها في أي وقت تيسر لنا ذلك، فهذا هدي الرسول ﷺ وهذه سنته في زيارة القبور، ولكن لكثرة الجهل والإعراض عما جاء به المصطفى ﷺ ضل بعض من الناس فجعلوا زيارة القبور استغاثة بالصالحين وتوسلًا بهم، ولم يميزوا بين ما شرعه لأمته، وبين ما نهى عنه، والله تعالى قد أوجب علينا طاعة الرسول ﷺ، والاقتداء به، وهو ﷺ قد أرشدنا بقوله وفعله وبين لنا الحكمة من ذلك. فلتكن زيارتنا واعظة ومذكرة، ولندع لإخواننا المسلمين بالمغفرة والرحمة، فهم محتاجون إلى الدعاء، لأن أعمالهم قد انقطعت بموتهم، فهم أحوج من الأحياء في الدعاء لهم، والترحم عليهم، وطلب الغفران، كل ذلك مشروع ومأذون فيه للرجال. أما النساء فإنهن ممنوعات من زيارة القبور، وتشييع الجنائز، ولم يرخص لهن في ذلك، كما رخص للرجال وقد جاء عن النبي ﷺ التأكيِد في منعهن من الزيارة، ولعنهن عليها، قال ﷺ: «لعن الله زائرات القبور، والمتخذين عليها المساجد والسرج»، لا يستثنى من ذلك قبر الرسول ﷺ لعموم النهى. فمنعهن متحتم لجزعهن، وقلة صبرهن، وخوف الفتنة عليهن،

1 / 132