Söylem ve Toplumsal Değişim
الخطاب والتغير الاجتماعي
Türler
الوحدة الأساسية في النحو هي الجملة البسيطة، مثل العنوان الصحفي «جورباتشيف يقلل حجم الجيش الأحمر». والعناصر الرئيسية في الجمل البسيطة عادة ما تسمى «مجموعات» أو «عبارات» مثل «الجيش الأحمر»، و«يقلل حجم». وتترابط الجمل البسيطة لتكوين جمل مركبة. وسوف تقتصر تعليقاتي هنا على جوانب معينة من الجملة البسيطة.
وكل جملة بسيطة لها وظائف متعددة، ومن ثم فكل جملة بسيطة تجمع بين المعاني النصية الفكرية وما بين الأشخاص (أي الخاصة بالهوية والعلاقة) (انظر الفصل الثاني). والأشخاص يمارسون خياراتهم فيما يتعلق بتركيب الجملة البسيطة وبنائها، وهو ما يوازي اختيار سبيل تحديد (وبناء) للهويات الاجتماعية، والعلاقات الاجتماعية، والمعارف والمعتقدات. ولأوضح ذلك بالمثال الخاص بالعنوان الصحفي المذكور أعلاه. فمن ناحية المعنى الفكري تعتبر هذه الجملة «متعدية»؛ فهي تشير إلى عمل يقوم به فرد معين، وهو عمل مادي، يقع على كيان معين. ولنا أن نتخيل هنا صورا فكرية مختلفة عن الطرائق الأخرى للإشارة إلى الحادثة نفسها، كأن يقال «الاتحاد السوفييتي يخفض قواته المسلحة» أو «الجيش السوفييتي يتخلص من خمس فرق». وأما من ناحية الدلالة «ما بين الأشخاص»، فالجملة خبرية (أي ليست استفهاما أو أمرا) وتتضمن فعلا في الزمن المضارع له سلطة قاطعة. والعلاقة بين الكاتب والقارئ هنا علاقة بين شخص يبين واقع حالة معينة بألفاظ لا خلاف عليها، وبين شخص يتلقى ما يقال، وإذن، فهذان هما موقعا الذات اللذان تحددها الجملة. ونأتي ثالثا إلى الجانب النصي؛ إذ إن جورباتشيف هو «موضوع» أو ثيمة الجملة أو المبتدأ، إذ إن الجزء الأول من كل جملة بسيطة عادة ما يكون كذلك، فالمقال الصحفي يتحدث عنه وعن أفعاله. ومن ناحية أخرى، إذا بنيت الجملة للمجهول، أصبح الجيش الأحمر هو «المبتدأ»، مثلا: «الجيش الأحمر يخفض (من جانب جورباتشيف)» (وهو تركيب غير مقبول بالعربية كما هو واضح ولكنه يمثل محاكاة للبناء الإنجليزي). ومن الإمكانيات الأخرى التي يقدمها البناء للمجهول حذف الفاعل، الوارد بين قوسين، إما لأن الفاعل مجهول، أو معروف سلفا، أو لا أهمية له في نظر الكاتب، أو ربما يكون الدافع الحفاظ على غموض الفاعل والمسئولية عن الفعل تبعا لذلك. ومدخل اللغويات النقدية مفيد بصفة خاصة فيما يتعلق بالنحو (فاولر، وآخرون، 1979م؛ كريس وهودج، 1979م). وكتاب ليتش ودويتشار وهوجينارد (1982م) مقدمة في متناول الأفهام للنحو، وهاليداي (1985م) دراسة أكثر عمقا لشكل من أشكال النحو ذي فائدة كبرى في تحليل الخطاب.
للبحث في المفردات طرائق بالغة الكثرة، والتعليقات هنا وفي الفصل السادس انتقائية إلى حد بعيد، ومن القضايا التي لا بد من إثارتها أن التصور القائل بأن اللغة تتكون من مفردات موثقة في المعجم تصور محدود الفائدة، بسبب وجود عدد كبير من المفردات المتداخلة والمتنافسة وفقا لما تنتمي إليه من مجالات ومؤسسات وممارسات وقيم ومنظورات، ولدينا مصطلحات أخرى مثل «الصياغة»، و«التجسيد اللفظي»، و«تقديم الدلالة» (وانظر هذه المصطلحات والجوانب الأخرى للمفردات عند كريس وهودج، 1979م؛ وعند ماي، 1985م)، إذ تستطيع إيضاح المقصود خيرا من «المفردات»؛ لأنها تتضمن عمليات صياغة (وتجسيد لفظي، وتقديم دلالات) للعالم، فهي عمليات تختلف صور حدوثها وأوقاتها وأماكنها، في أعين جماعات مختلفة من الناس.
وللتحليل أن يركز على الصياغات البديلة ودلالاتها السياسية والأيديولوجية، وعلى قضايا معينة، مثل: كيف يمكن إعادة صياغة مجالات خبرة معينة في إطار الصراعات الاجتماعية والسياسية (ومثال إعادة صياغة «الإرهابيين» بحيث يصبح «المقاتلين في سبيل الحرية»، أو العكس بالعكس مثال مشهور)، أو كيف يمكن أن تزداد كثافة الصياغة الخاصة بمجالات معينة عن غيرها. وللتحليل أن يركز أيضا على معاني الألفاظ، وخصوصا كيف تتنازع معاني الألفاظ في أطر صراعات أوسع نطاقا؛ وسوف أقول: إن أنواعا معينة من إعادة الصياغة للعلاقات بين الألفاظ وبين معاني كلمة من الكلمات تعتبر من أشكال الهيمنة. وللتحليل أن يركز ثالثا على الاستعارة، أي على الدلالة الأيديولوجية والسياسية لاستعارات معينة، وعلى الصراع بين الاستعارات البديلة.
وعندما ينظر المرء في «التماسك» النصي (انظر هاليداي، وحسن، 1976م؛ هاليداي، 1985م)، فإنما ينظر في أسلوب ربط العبارات معا لتكوين جمل، وكيف ترتبط الجمل ببعضها البعض لتكوين وحدات أكبر داخل النصوص. ويتحقق الربط بطرائق منوعة: مثل استخدام مفردات تنتمي لمجال دلالي مشترك، وتكرار بعض الألفاظ، واستخدام أشباه مترادفات، وهلم جرا: كما يتحقق أيضا من خلال طرائق منوعة للإحالة والإبدال (مثل الضمائر، وأداة التعريف، وأسماء الإشارة، وحذف الكلمات المكررة، وما إلى هذا بسبيل)؛ وقد يتحقق باستخدام حروف العطف وأدواته مثل حرف «الواو» (والفاء بالعربية) وحروف مثل «لكن»، و«إذن» و«من ثم». والتركيز على التماسك يؤدي بنا إلى ما يشير إليه فوكوه قائلا: إنه «مجموعة منوعة من النظم البلاغية التي يمكن بها ربط مجموعات من الأقوال معا، أي كيف تترابط الأوصاف والاستنباطات والتعريفات التي يحدد تعاقبها بناء النص» (انظر الفصل السابق). وهذه النظم، وخصوصا بعض جوانبها، مثل بناء النصوص القائم على عرض حجة معينة، تختلف فيما بين أنماط النصوص، ومن الطريف استكشاف هذه الاختلافات؛ للتدليل على الطرائق العقلانية المتفاوتة، وجوانب التغير في الأساليب العقلانية بتغير الممارسات الخطابية.
و«بناء النص» (انظر دي بوجراند ودريسلر، 1981م، وكولتارد، 1977م، وبراون ويول، 1983م، وستابز، 1983م) يتعلق أيضا ب «عمارة» النصوص، وخصوصا معالم التصميم على المستوى الأرفع للأنماط النصية المختلفة: فما العناصر أو «القطع المتصلة» التي يرتبط بعضها بالبعض، وما أساليب ارتباطها ونظامه الداخلي، بحيث تشكل على سبيل المثال خبرا صحفيا عن جريمة، أو مقابلة شخصية للحصول على وظيفة؟ وأمثال هذه الأعراف البنائية يمكنها أن تمنحنا نظرات ثاقبة كثيرة في نظم المعارف والمعتقدات، والافتراضات الخاصة بالعلاقات الاجتماعية والهويات الاجتماعية المترسبة في أعراف أنماط النصوص. وكما تبين هذه الأمثلة، فإننا مهتمون ببناء المونولوج والحوار. والحوار يتضمن نظم التناوب في الحديث، وأعرافا خاصة بتنظيم تبادل النوبات، إلى جانب افتتاح واختتام المقابلات الشخصية والمحادثات. (3) الممارسة الخطابية
تتضمن الممارسة الخطابية، كما ذكرت آنفا، عمليات إنتاج النص وتوزيعه واستهلاكه، وتختلف طبيعة هذه العمليات بين الأنماط المختلفة للخطاب وفق عوامل اجتماعية معينة، فعلى سبيل المثال، نجد أن النصوص تنتج بطرائق محددة في سياقات اجتماعية محددة، فإنتاج المقال يمر بمراحل مركبة ذات طابع جماعي، ويتولى إنتاجه فريق يشارك أفراده بجهود متفاوتة في شتى مراحل الإنتاج، فالبعض يستقي المادة من تقارير وكالات الأنباء، والبعض يحول هذه المصادر (التي كثيرا ما تكون في ذاتها نصوصا) إلى مسودة تقرير، والبعض يقرر مكان إدراج التقرير في الصحيفة، وبعد ذلك يأتي تحرير التقرير (يوجد وصف تفصيلي، ووصف أعم للعمليات الخطابية في فان دييك 1988م).
وتوجد زوايا أخرى للنظر إلى مفهوم «منتج النص» تجده يبدو أشد تعقيدا مما نفترضه. فمن المفيد تفكيك المنتج بحيث يصبح مجموعة من المواقع، وقد يشغلها الشخص نفسه أو يشغلها أشخاص مختلفون، ويقترح جوفمان (1981م، 144) التمييز بين «المحرك » أي الشخص الذي يصدر أصوات الألفاظ فعلا، أو يخط الخطوط على الورق، وبين «المؤلف» أي الشخص الذي يجمع ما بين الألفاظ ويعتبر مسئولا عن الصياغة، وبين «الرئيس» وهو الشخص الذي تمثل الألفاظ موقعه. وأما في المقالات الصحفية فإن بعض الغموض يخشى العلاقة بين هذه المواقع: «فالرئيس» كثيرا ما يكون «مصدر» (الخبر) خارج الصحيفة، ولكن بعض التقارير لا توضح ذلك، وتوحي إلينا بأن «الرئيس» هو الصحيفة (رئيس التحرير، أو أحد الصحفيين بها)؛ والنصوص التي تكتب بصورة جماعية كثيرا ما تصاغ كأنما كتبها صحفي واحد (وربما لم يكن في أفضل الحالات غير «المحرك») (انظر فيركلف، 1988م، ب، حيث يرد مثال على ذلك).
ويختلف استهلاك النصوص أيضا باختلاف السياقات الاجتماعية، ويرجع هذا في جانب منه إلى نوع الجهد التفسيري المبذول (مثل الفحص الدقيق للنص، أو عدم التركيز الكامل في القراءة أثناء أداء أعمال أخرى) ويرجع في جانب آخر إلى طرائق التفسير المتاحة، فالوصفات (الخاصة بالعلاج أو بالطهو) على سبيل المثال، لا تقرأ في العادة باعتبارها نصوصا جمالية؛ والأبحاث الأكاديمية لا تقرأ عادة باعتبارها نصوصا بلاغية، وإن كان النوعان من القراءة ممكنين. وقد يكون الاستهلاك، مثل الإنتاج، فرديا أو جماعيا؛ قارن الخطابات الغرامية بالسجلات الإدارية. وبعض النصوص (مثل المقابلات الشخصية الرسمية، والقصائد العصماء) تسجل، وتكتب وتنسخ وتحفظ وتعاد قراءتها؛ وغيرها (مثل الدعاية غير المطلوبة، والمحادثات العارضة) عابرة لا تسجل بل تنبذ وتنسى، وبعض النصوص (مثل الخطب السياسية، والكتب التعليمية) تحول إلى نصوص أخرى، فالمؤسسات لديها نظم ثابتة ل «الاستفادة» من النصوص: فقد تتحول استشارة طبية إلى سجل طبي قد يستخدم في إعداد إحصائية طبية (انظر الفصل الخامس حيث ترد مناقشة أمثال هذه «السلاسل التناصية»). أضف إلى ذلك أن للنصوص نواتج منوعة من اللون غير الخطابي واللون الخطابي أيضا. وبعض النصوص تؤدي إلى الحروب أو إلى تدمير الأسلحة النووية؛ وبعضها يؤدي إلى فقدان البعض وظائفهم أو حصول غيرهم على وظائف؛ وبعضها الآخر يغير من مواقف الناس أو معتقداتهم أو ممارساتهم.
وتتسم بعض النصوص بما يسمى التوزيع البسيط، فالمحادثة العارضة لا تنتمي إلا إلى سياق الحال المباشرة التي تقع فيها، وتتميز نصوص أخرى بتوزيع مركب، فالنصوص التي ينتجها الزعماء السياسيون، أو النصوص المنتجة في إطار التفاوض الدولي حول الأسلحة، يجري توزيعها عبر نطاق واسع من المجالات المؤسسية المختلفة، وكل منها له أنساق الاستهلاك الخاصة به، ونظمه الخاصة لإعادة إنتاج النصوص وتحويل صورتها، إذ يتلقى مشاهدو التليفزيون مثلا صورة محورة لخطاب ألقته السيدة ثاتشر، أو ألقاه جورباتشيف، وهي تستهلك وفقا لعادات ونظم معينة للمشاهدة. والمنتجون في منظمات معقدة مثل الوزارات والمصالح الحكومية ينتجون نصوصا تعمل حسابا لتوزيعها وتغير صورتها واستهلاكها، بحيث تكون جاهزة لأنواع متعددة من الجماهير، وهي تستبق استماع «المخاطبين» لها (أي الذين تخاطبهم مباشرة)، وكذلك «السامعين» (أي غير المخاطبين مباشرة، وإن يكن المفترض أن يكونوا من الجماهير)، بل ومن «يسترقون السمع» لها (أي الذين لا يشكلون جانبا من الجمهور «الرسمي») وإن يكن من المعروف أنهم مستهلكون فعليون (فالمسئولون السوفييت مثلا يسترقون السمع إلى الاتصالات بين حكومات حلف شمال الأطلسي). وقد يشغل كل موقع من هذه المواقع أعداد متكاثرة.
Bilinmeyen sayfa