Hayal Düşünceleri ve Duygunun Yazımı
خواطر الخيال وإملاء الوجدان
Türler
إنني أستيقظ في الصيف عادة في الساعة الخامسة، فأنزل إلى حديقتي؛ لأنعش نفسي بأرجها الشذي، وأمتع طرفي بشروق الشمس وما تفتح من بديع الزهر، ورشيق النور، وأنشط بفلاحة الأرض أعضائي وأعصابي من خمودها الذي عراها من النوم والسكون في حجر مقفلة، ثم أستأنف عملي على الأصيل، وأروي نباتاتي وأمنحها من العناية ما تتطلبه.
أترقب ذكاء عند غروبها لأبتهج بمنظرها الشائق وقت المغيب كأنها درة متدحرجة فوق بساط من زخرف يكاد توهجه يخطف الأبصار، وكأن السماء حولها صحفة أصباغ المصور، أو كأنها حريق صادف وقودا مختلفا فاندلعت منه أعلام من نار تباينت ألوانها، وكأن السحب وهي تحفها أقواس نصر شامخة نصبت لوداع الشمس، وكسيت بألوية من مختلف الديباج، وزينت بورود وأزهار متفاوتة الألوان.
وترى آلافا مؤلفة من الزرازير والعنادل فوق الأيك صادحة للشمس بنشيد الوداع، باكية لفراق يسلمها إلى سجن الظلام بعدما كانت تمرح مغردة متنقلة من فنن إلى فنن، طاعمة من يانع الأثمار وشهي الجنى، مرتوية من لذيذ ماء عناقيد الأعناب.
أيها العيش الجديد، لقد هجت مني ذكرى الطفولة الحلوة وقتما كنت أجوب المزارع والأجران فرحا مرحا كالفراش المتهلل، أركب النورج، وأصيد الأسماك، وأستحم في الترع، وأنسى الغداء مستعيضا عنه بالذرة المشوية في الحقل.
كنت خالي البال عائشا في ظل أبوي أسكنهما الله فراديس الجنان، فيا ليتني لبثت طفلا إلى يومنا هذا وعاش لي أبواي، ولم أدر أسرار الحياة وحقيقة الدنيا ونكد العيش وسوء الحظ.
تلك سنة الدهر فلنطأطئ له الرءوس خاضعين صاغرين، فلا حيلة معه تنفع، ولا حول لنا نجالد به وندافع مع خصم لا يقهر، وجبار لا يشفق ولا يرحم. (5) فراش وفي
تاقت النفس بعد ظهيرة يوم من الخريف، رق هواؤه، وصفت سماؤه، واعتل نسيمه، وغرد طيره، أن تستملي الخيال، وتناجي الوجدان، فضن وجمد، وانطفأ توقده وجمد، فاستغثت بطيف الشعر وهو أعظم رفيق، وأوفى صديق، فناجاني أن لا تطمع مني بنيل ما دمت في مكانك، فإني أنفر من هذا الهواء المسموم، واللغط المشئوم، وموعدنا الأصيل على ضفاف النيل.
ذهبت إلى روض الجزيرة المشرف على النيل، وتخيرت مكانا خاليا بجانب نفق جميل بني بأعواد الأشجار والصخور، وجللته النباتات المتسلقة ببديع أزهارها، ونثرت فوق صخوره نباتات من فصائل مختلفة فكستها ثوبا قشيبا من حسن وبهاء.
وجهت وجهي شطر المغرب لأمتع ناظري بمرأى الشفق الشائق، فانتعشت نفسي من ذاك المنظر الفخم، إذ رأيت فوجا من السحب المربدة فوق الشمس عندما اصفرت من ألم الفراق، فانعكست أشعتها فوق الغمام وازدان بفاتن الألوان، فكأنني أرى قوس قزح وقد عظم حتى ملأ الغرب، أو يخيل إلي أنني واقف في ظلام الليل فوق أكمة من آكام «نابولي» أشاهد منها بركان «فيزوف» وهو يقذف لهبا تندلع منه ألسن عديدة تلون كل منها بلون خاص، وتشكل بأشكال مختلفة، كون مجموعها شكلا بهيجا يعلوه دخان كثيف رمادي اللون كأنه عهن منفوش، أو إطار جميل يحف صورة في الإتقان آية، وفي الجمال نهاية.
وبينا أشاهد هذا المنظر الشائق، إذ رأيت طيف الشعر محلقا فوق رأسي، ثم أسر إلي إنني سأنفحك بنفحات ترضيك فخذ اليراع وصور ما سأسوقه إليك، ثم ودعني وانصرف.
Bilinmeyen sayfa