Hayal Düşünceleri ve Duygunun Yazımı
خواطر الخيال وإملاء الوجدان
Türler
إن الأنفة هي مدار الشرف فإن أعوزت الإنسان أعوزه الشرف مهما حاول، فلنبثها في عقول أطفالنا حتى تنمو معهم وتجري في عروقهم، ولنعدل فكرة الإرهاب أو الترغيب في الجزاء حينما يبلغون السادسة؛ فإنها عقيمة ضارة لا تهذب النفوس ولا تقوم الأخلاق. (4) أين السعادة؟
السعادة عقدة العقد وكبرى المعضلات التي ضل في تيهها الفلاسفة والحكماء والشعراء؛ فتشعبت فيها أفكارهم، وتضاربت آراؤهم.
لا تخش أيها القارئ أن أضايقك بسرد أقوال أفلاطون وأرسطو وغيرهما من فلاسفة اليونان الأقدمين وشرحها وتحليلها، أو البحث في آراء المتأخرين من حكماء الغربيين.
دعنا من الفلسفة ونظرياتها والمنطق وقضاياه واصبر إلى النهاية ولا تسأم حتى أسمعك ما علمتنيه الأيام والليالي، فلربما كان أصدق من خواطر الخيال، وأقرب منالا وأسهل تحققا.
ظن البعض أن السعادة في كثرة الأموال والأولاد والحرث والقصور الشامخات والخيل المطهمة والجواري والغلمان؛ فتكالبوا على جمع المال ولو بأخس الطرق وأدنى الوسائل؛ فأمات حب المال ضمائرهم وجعلهم غلاظ القلوب والأكباد، فلم يجدوا لهم ضميرا يحاسبهم، أو وازعا من الدين يزجرهم، حتى أصبحوا مكروهين ممقوتين عند الله والناس.
نرى كثيرا من الناس لا يعرفون معنى الحياة وكيف يقضونها، حتى بلغ من شدة عجزهم وضعف إرادتهم وسفاهة رأيهم أنهم ينتحرون خوفا من الكد في سبيل الحياة، فهم في الحقيقة أحط من أحقر الحشرات، إذ نرى النمال متحدة متضامنة مجتهدة في الحصول على أقواتها بهمة لا تعرف الملل، فتقضي الربيع والصيف والخريف في ادخار القوت لتستريح في الشتاء وتستكن في مساكنها، ومن نباهة النمال أنها تقرض طرفي الحبة من القمح أو الشعير لئلا تنبت من رطوبة الأرض.
لج القصور الشائقة واختبر أهلها تجد فيها ألوفا من مصائب متوارية وكروب خفية وآلام نفسانية ومتاعب جثمانية، ترى رب القصر وقد أوقعه التفاخر بمظاهر الغنى ومنافسته لجيرانه الأغنياء في هاوية الخراب والدمار، وهذه عقيلته التي لم يحسن اختيارها تريه كل يوم من صنوف الرزايا والخراب ما يثقل كاهله، وهؤلاء أولاده الأشقياء الذين لم يحسن تربيتهم يزيدون في آلامه ومتاعبه، يكاد يقطع هذا المنكود سبابته من الحسرة والندامة قائلا: لو اقتنعت بما لدي من المال وأحسنت اختيار عقيلتي وربيت أولادي تربية طيبة لكنت الآن ناعم البال مرتاح الضمير.
كل من في الوجود من إنسان وحيوان يكد ويعمل طلبا للسعادة، ترى الحيوان حينما تكمل قوته يصبو إلى أليفة يسكن إليها فتراه ينسى الجوع والظمأ، ويداوم البحث عنها، وكثيرا ما يصادفه مزاحم عنيد فيشهر عليه حربا عوانا ربما كانت عليه القاضية.
نريد أن نستدل على طريق السعادة وحينما نجتازه نصل إليها ونعرفها حق المعرفة، وهذه السبيل لها أربعة أبواب والسعادة وراء الباب الرابع، فمفتاح الأول بيد الأقدار وهو أن تولد سليما عن العاهات والآفات، فربما كان أبواك سليمين قويين ويعاندك القضاء، والثاني بيد أبيك الذي بذر بذارك، فإن كان البذر جيدا والتربة خصبة سليمة نما غرسك وأينع ثمرك، والثالث بيد أبيك أيضا وهو التربية الصحيحة الراقية بجميع فروعها العلمية والدينية والأخلاقية والبدنية، والرابع الحكمة ومفتاحها بيدك.
أتدري ما هي السعادة الحقيقة التي ضلت في مفاوزها العقول؟ إنها لا توجد في وسط القصور الفخمة والجنان الفيحاء والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة والكواعب الحسان، ولا تألف هذا الوسط المضطرب، وإنما هي منزوية في أعماق فؤادك.
Bilinmeyen sayfa