Eşek Düşünceleri: Bir Eşeğin Ağzından Felsefi ve Ahlaki Anılar

Hüseyin Cemal d. 1375 AH
73

Eşek Düşünceleri: Bir Eşeğin Ağzından Felsefi ve Ahlaki Anılar

خواطر حمار: مذكرات فلسفية وأخلاقية على لسان حمار

Türler

فقال بيير: لا يا أوجست، فأنا أخشى أنه إذا حدث أمر أن أبي يعنفنا.

فأجاب أوجست: وماذا تظن أنه يحدث ما دمت قد عرفتك أنهم عندنا يصطادون كثيرا بالشبكة؟ أنا ذاهب، فانتظرني ولن أغيب.

ثم ذهب يجري وترك بيير وهنري وهما غير مطمئنين، ولم يلبث حتى عاد وهو يجر وراءه الشبكة، وقال وهو يبسطها على الأرض: الآن فليحذر السمك. ثم ألقاها بنظام وسحبها بتحفظ وتمهل.

فقال له هنري: اسحب بسرعة لأجل أن تنتهي.

فقال أوجست: كلا، بل يجب التمهل والهدوء لكيلا تتقطع الشبكة ولا تفر منها سمكة واحدة. واستمر في سحب الشبكة، ولما تم اجتماعها عنده كانت كلها فارغة ولم يؤخذ فيها شيء من السمك.

فقال: إن مرة واحدة لا تحسب، ولا يجوز اليأس، وسأعاود.

وعاود إلقاء الشبكة، ولكن لم يزد نجاحه في المرة الثانية عن الأولى.

فقال: عرفت السبب، ذلك لأنني قريب جدا من الشاطئ وليس فيه الماء الكافي، سأدخل في السفينة ونظرا لأنها طويلة فسأكون بعيدا عن الشاطئ، وبذلك يمكنني أن أبسط الشبكة كما ينبغي في الماء العميق.

فأجاب بيير: كلا يا أوجست، لا تفعل، ولا تذهب إلى السفينة ومعك الشبكة، فربما اختلطت بالحبال وربما انقلبت أنت في الماء.

فقال أوجست: أنت خائف كأنك طفل عمره سنتان، أنا أشجع منك وسترى. ثم تقدم إلى السفينة وطلع عليها وتجول فيها يمينا ويسارا، وتبين فيه الخوف وإن كان متظاهرا بالضحك. وأوجست خيفة من سوء تصرفه فتشبث بأن يلقي الشبكة، ولم يحسن إلقاءها لأنه كان مضطربا غير متوازن الجسم بحركة السفينة، فلم يتمكن من إجادة القبض بيديه على أطراف الشبكة فالتفت على قدميه.

Bilinmeyen sayfa