هل يصدق أحد أن التقارير الرسمية تقول إن بند الدقيق الفاخر يحظى وحده بإعانة رسمية من الدولة قدرها 38 مليون جنيه.
ما الدقيق الفاخر؟ إنه ما يصنع منه الجاتوه والكيك وما إلى ذلك.
ما أهمية ذلك لجموع الشعب؟ أليس عجيبا أن تنصرف الدولة اليوم بما ظلت الأجيال تسخر منه، حين قالته ماري أنطوانيت عندما شكا إليها الشعب من عدم وجود الخبز، فقالت: ولماذا لا يأكل الشعب الجاتوه؟
إن هذه الأصناف من الحلوى ليست ضرورة شعبية، ومن يريد أن ينالها يستطيع أن يدفع من أجلها الثمن الغالي إذا كان لا بد له أن يأكلها.
ويحظى اللحم بإعانة قدرها 8 ملايين جنيه، ولعمري ماذا يفيد الشعب من هذه الإعانة؟!
إن الذين يريدون أن يأكلوا اللحم عليهم أن يتحملوا غلاء ثمنه، لا بأس على الدولة أن تعين على غلاء اللحم في المواسم وفي عيد الأضحى، أما أن تعين على غلائه بثمانية ملايين جنيه ليتمتع القادرون بأن يصبح اللحم أرخص لهم بقرش أو قرشين أو عشرة قروش، فهذا تصرف لا أظن أنه جائز.
واعتقادي أن الأيسر والأقرب للمعقول أن تترك الدولة العلف حرا حتى يستطيع الكثيرون أن يربوا الماشية، فإن احتكار العلف يجعل التربية محصورة في فئة واحدة، هي الفئة التي أثرت ثراء فاحشا في السنوات الماضية، وما زالت تثري إلى يومنا هذا.
هذا كله كلام في التفاصيل لا يجوز أن يرقى إلى رئيس الدولة، فإن الأعباء الملقاة على عاتقه في كبريات المسائل تحتاج إلى جمع من الرجال، لا إلى رجل واحد.
الديمقراطية هي الممارسة
مجلة الإذاعة والتليفزيون
Bilinmeyen sayfa