الشَّيْخ العميد أَبُو مَنْصُور ابْن مشكان: لكل حَال من تصاريف الزَّمَان رسم لَا يوجز إمضاؤه، وَحقّ لَا يُؤَخر قَضَاؤُهُ. وَله: لَا منشور كالسيف الْمَشْهُور وَالْجد الْمَنْصُور. وَله: من نصب للغواية شركا اختنق بحبله " وَلَا يَحِيق الْمَكْر السيء إِلَّا بأَهْله " " فاطر: ٤٣ " وَله: الْآجَال تجْرِي على أَحْكَام الْمَقَادِير، وتمتنع على التَّقَدُّم وَالتَّأْخِير. وَله: من جعله الله تَعَالَى بِأَمْر من أُمُور دينه كَفِيلا، فقد أعطَاهُ من كرامته خطا جزيلًا، وفضله على كثير من عباده تَفْضِيلًا. الْأَمِير أَبُو الْفضل عبيد الله بن أَحْمد الميكالي: أخرت ذكره كَمَا يُؤَخر تَقْدِيم الْحَلْوَاء على الموائد. وكذاك قد سَاد النَّبِي مُحَمَّد ... كل الْأَنَام وَكَانَ آخر مُرْسل ولذكره أمكنة فِي هَذَا الْكتاب من محَاسِن كَلَامه، وَمَا محَاسِن شَيْء كُله حسن: النِّعْمَة عروس مهرهَا الشُّكْر، وثوب صوانها النشر. الشكل فِي الْكتاب كالحلى على الكعاب. وَقَالَ فِي الْمَرْأَة: إِذا أحصنت فرجهَا فقد أَحْسَنت فارجها. وَكتب: أَنْت إِذا مزحت أزحت كربا، وَإِذا جددت جددت أنسا، وَإِذا أوجزت أعجزت، وَإِذا أطنبت أطربت. وَله: كلامك شهدة النَّحْل، وَثَمَرَة الْغُرَاب، وبيضة الْعقر، وزبدة الأحقاب. وَله: هُوَ الَّذِي ذلل صَعب الْكَلَام وراضه، وَأَنْشَأَ حدائقه ورياضه، وملأ غدرانه وحياضه، وَأصَاب شواكله وأغراضه، وعالج أسقامه وأمراضه. وَله: كَلَام بِمثلِهِ يستمال قلب الْعَاقِل، وَيُسْتَنْزَلُ العصم من المعاقل. وَقَوله: قد كمن ودك فِي قلبِي كموت الْحَرِيق فِي الْعود، والرحيق فِي العنقود. وَله: أَنْت لي أَخ أثير، والمرء بأَخيه كثير. وَله: كنت كمن ذهب يَبْغِي قبسًا، فَرجع نَبيا مقدسا. وَله: أَنا أصغي إِلَى أخبارك إصغاء السماع إِلَى الْبُشْرَى، وأعتضد بسلامتك اعتضاد الْيُمْنَى باليسرى. وَله: للشوق إِلَيْك فِي قلبِي دَبِيب الْخمر ولهيب الْجَمْر.
1 / 16