الثلاثي جاء١ فيه لخفته جميع ما تحتمله القسمة وهي الاثنا عشر مثالًا إلا مثالًا واحدًا فإنه رفض أيضًا لما نحن عليه من حديث الاستثقال وهو فِعُل وذلك لخروجهم فيه من كسر إلى ضم. وكذلك ما امتنعوا من بنائه في الرباعي -وهو فِعلُل- هو لاستكراههم الخروج من كسر إلى ضم وإن كان بينهما حاجز لأنه ساكن فضعف لسكونه عن الاعتداد به حاجزًا على أن بعضهم حكى زئبر٢، وضئبل٢، وخرفع٢، وحكيت عن بعض البصريين "إصبع " وهذه ألفاظ شاذة لا تعقد بابًا ولا يتخذ مثلها قياسًا. وحكى بعض الكوفيين ما رأيته مذست وهذا أسهل -وإن كان لا حاجز بين الكسر والضم- من حيث كانت الضمة غير لازمة لأن الوقف يستهلكها ولأنها أيضًا من الشذوذ بحيث لا يعقد عليها باب ٣. فإن قلت: فما بالهم كثر عنهم باب فُعُل نحو عنق وطنب وقل عنهم باب فِعِل نحو إبل وإطل مع أن الضمة أثقل من الكسرة فالجواب عنه من موضعين: أحدهما أن سيبويه قال: "واعلم٤ أنه قد يقل الشيء في كلامهم وغيره
_________
١ هكذا في أ. وفي ش، وب: "جار"، وقد يكون الأصل: "جاز".
٢ الزئبر: هو ما يعلو الثوب الجديد، ويقال له: شوك الثوب، والضئيل: الداهية، والخرفع: القطن. والألفاظ الثلاثة اللغة الشائعة فيها أن تكون على فعال "بكسر الأول والثالث" كزبرج، وورد في الخرفع أن جاءت على خرفع "بضم الأول والثالث" كبرئن.
٣ ثبت لفظ "باب" في ش وج. وسقط في أ، ب.
٤ اعتمدت في هذا على ما في ج. وفي أ: "واعلم أنه قد ... ويقل الشيء إلخ"، وفي ش، ب: "واعلم أنه ... ويقل الشيء إلخ". والسبب في هذا الاختلاف أن عبارة الكتاب طويلة ولو ساقها كلها لأورد ما ليس من قصده، ففي ج أورد ما يعنيه من عبارة سيبويه بالمعنى، وفي النسخ الأخرى أورد صدر عبارة سيبويه "واعلم أنه قد" أو "واعلم أنه" وترك بياضا لما ليس من همه ثم أورد ما يعنيه. على أنه أورده أيضا بمعناه. وعبارة الكتاب التي تنفق مع مراده هي: "وقد يقل ما هو أخف مما يستعملون كراهية ذلك أيضًا"، وهو يريد بقوله كراهية ذلك كراهية أن يكثر في كلامهم ما يستثقلون، وقد سبقت في كلامه. وانظر الكتاب ج٢ ص٤٠٤.
1 / 69