بدمشق المحروسة" (١)، كما أن الدعاء بـ ﵁ مشعرٌ في الغالب بأنه مكتوب في حياة المؤلف، وهذا المرجح غير قطعي وإنما هو مما يستأنس به.
أما الاسم الثاني "الخصائص والمفاخر": فقد كتب في نسخة خطية فرعية، نُسخت سنة ٨٩١، أي بعد وفاة المؤلف، وهي مقابلة على منتسخ أصل المؤلف.
أما الاسم الثالث "الخصائص والمفاخر لمعرفة الأوائل والأواخر": فهو مسجوع، والإمام جمال الدين السرمري كثيرًا ما يجنح عند تسمية مؤلفاته إلى تلك الأسماء المشتملة على سجع، فهو الذي سمى تلك الكتب بهذه الأسماء: (إحكام الذريعة إلى أحكام الشريعة)، (الأربعون الصحيحة فيما دون أجر المنيحة)، (الأرجوزة الجلية في الفرائض الحنبلية)، (الإفادات المنظومة في العبادات المختومة)، (الحمية الإسلامية في الانتصار لمذهب ابن تيمية)، (رفع الباس في حياة الخضر وإلياس)، (شفاء الآلام في طب أهل الإسلام) ... وهكذا.
وعند الترجيح بين الأسماء الثلاثة نجد أن أقواها في النظر هو الاسم الأول "خصائص سيد العالمين وما له من المناقب العجائب على جميع الأنبياء ﵈" لأن نسخته أصلية، وأما الثاني: فنسخته فرعية، وأما الثالث: فهو وإن كان الذوق يميل إليه إلا أن جهالة نسخته يضعفه، ﴿وَمَا شَهِدْنَا إِلَّا بِمَا عَلِمْنَا وَمَا كُنَّا لِلْغَيْبِ حَافِظِينَ﴾ [يوسف: من الآية ٨١].
المطلب الثاني: توثيق نسبة الكتاب إلى المؤلف:
لا أشك أن كتاب "خصائص سيد العالمين وماله من المناقب العجائب على جميع الأنبياء ﵈" من مؤلفات جمال الدين السرمري ﵀، وذلك للأسباب التالية:
١ - قيد السماعات على الإمام جمال الدين السرمري وإجازته في نهاية النسخة الأصلية، والتي صُرِّح فيها بنسبة الكتاب للسرمري ﵀.
_________
(١) [ق ٩١/ظ-ق ٩٢/و].
1 / 288