الخرائج والجرائح
الجزء الاول
تأليف
قطب الدين أبو الحسين سعيد بن هبة الله الراوندي
جميع الحقوق محفوظة لفريق مساحة حرة
[![](../Images/logo4.png)](http://www.masaha.org)
<http://www.masaha.org>
الجزء الأول في معجزات النبي والأئمة (ع)
بسم الله الرحمن الرحيم
أما بعد حمد الله الذي هدانا إلى منهاج الدليل والصلاة على محمد وآله الذين سلكوا بنا سواء السبيل.
فإن قوما من الذين أقروا بظاهرهم بالنبوات جحدوا في الإمامة كون المعجزات فضاهوا الفلاسفة والبراهمة الجاحدين في النبوة الأعلام الباهرات فدعاواهم جميعا باطلة فاضحة إذ الأدلة على صحة جميع ذلك واضحة.
- وقد أخبرنا جماعة ثقات منهم الشيخ أبو جعفر محمد بن علي بن المحسن الحلبي عن الشيخ أبي جعفر الطوسي عن أحمد بن عبدون عن علي بن محمد بن الزبير القرشي عن أحمد بن الحسين بن عبد الملك الأزدي عن الحسن بن محبوب عن صفوان بن يحيى عن أبي الحسن موسى بن جعفر(ع)أنه قال أعظم الناس ذنبا وأكثرهم إثما على لسان محمد(ص)الطاعن على عالم آل محمد(ص)والمكذب ناطقهم والجاحد معجزاتهم
Sayfa 17
على أن من أنكر المعجزات لعلي(ع)وأولاده الأحد عشر مع إثباته للنبي(ص)فإنه جاهل بالقرآن.
وقد أخبرنا الله سبحانه عن آصف بن برخيا وصي سليمان(ع)وعن ما أتى به من المعجز من عرش ملكة اليمن وكان سليمان(ع)يومئذ ببيت المقدس فقال وصيه أنا آتيك به قبل أن يرتد إليك طرفك وارتداد الطرف ما لا يتوهم فيه ذهاب زمان ولا قطع مسافة وكان بين بيت المقدس والموضع الذي فيه عرشها باليمن مسيرة خمسمائة فرسخ ذاهبا وخمسمائة راجعا فأتاه به وصيه من هذه المسافة قبل ارتداد الطرف فلو فعله سليمان لكان معجزا له.
فلما أراد أن يدل أهل زمانه على وصيه ومن يقوم مقامه بعده قام به وصيه بإذن الله وهذا أقوى من النص.
وهذا كما ذكر الله في معجزات الأنبياء من طوفان نوح وسفينته وناقة صالح وفصيلها وشربهم وشربها ونار إبراهيم وأضيافه وإحياء الله تعالى الطيور الأربعة التي ذبحها وفرقها على الجبال ثم كانت تأتيه سعيا وتسخير الله الريح لسليمان وإلانة الحديد لأبيه وتعليمه منطق الطير والنمل وعصا موسى وانقلابها حية واليد البيضاء من غير سوء وآياته المذكورة في القرآن من الطوفان والجراد والقمل والضفادع والدم والرجز ونتوق الجبل فوقهم وانفلاق البحر لقومه والمن والسلوى والتيه والعيون الجارية من الحجر والغمام المظل ونحو ذلك.
Sayfa 18
وما أخبر الله به عن عيسى من كلامه في المهد وإحياء الموتى وإبراء الأكمه والأبرص وجعل الله الطين طيرا وما شاكل ذلك.
وكذلك ما أخبر الله تعالى به عن محمد(ص)من شق القمر والإسراء إلى بيت المقدس والمعراج وما نقله عنه المسلمون من الآيات والدلائل والمعجزات كل ذلك قد شوهد وعليه الإجماع.
وكذلك ما رواه الشيعة الإمامية خاصة في معجزات أئمتهم المعصومين(ع)صحيح لإجماعهم عليه وإجماعهم حجة لأن فيهم حجة.
وقد جمعت بعون الله سبحانه من ذلك جملة لا تكاد توجد مجموعة في كتاب واحد ليستأنس بها الناظرون وينتفع بها المؤمنون وسميته بكتاب الخرائج والجرائح لأن معجزاتهم التي خرجت على أيديهم مصححة لدعاويهم لأنها تكسب المدعي ومن ظهرت على يده صدق قوله.
والمعجز في العرف ما له حظ في الدلالة على صدق من ظهر على يده.
وجعلته على عشرين بابا منها ثلاثة عشر بابا في معجزات النبي محمد(ص)والاثني عشر إماما الباب الأول في معجزات رسول الله محمد (ص).
الباب الثاني في معجزات أمير المؤمنين علي (ع).
الباب الثالث في معجزات الحسن بن علي (ع).
الباب الرابع في معجزات الحسين بن علي (ع).
الباب الخامس في معجزات الإمام علي بن الحسين زين العابدين(ع)الباب السادس في معجزات الإمام محمد بن علي الباقر (ع)
Sayfa 19
الباب السابع في معجزات الإمام جعفر بن محمد الصادق(ع)الباب الثامن في معجزات الإمام موسى بن جعفر الكاظم(ع)الباب التاسع في معجزات الإمام علي بن موسى الرضا(ع)الباب العاشر في معجزات الإمام محمد بن علي التقي(ع)الباب الحادي عشر في معجزات الإمام علي بن محمد النقي(ع)الباب الثاني عشر في معجزات الإمام الحسن بن علي الزكي العسكري(ع)الباب الثالث عشر في معجزات صاحب الزمان مهدي محمد(ع)والسبعة الأخرى الباب الرابع عشر في أعلام النبي والأئمة(ع)ويشتمل على أربعة عشر فصلا لكل واحد منها فصلا الباب الخامس عشر في الدلائل على إمامة الاثني عشر من الآيات الباهرات لهم الباب السادس عشر في نوادر المعجزات لهم الباب السابع عشر في موازاة معجزات نبينا(ص)وأوصيائه(ع)معجزات الأنبياء المتقدمين(ع)الباب الثامن عشر في أم المعجزات وهي المعجز الباقي الذي هو القرآن المجيد الباب التاسع عشر في الفرق بين الحيل وبين المعجزات والفصل بين المكر والإعجاز الباب العشرون في العلامات والمراتب الخارقة للعادات لهم
Sayfa 20
الباب الأول في معجزات نبينا محمد (ص)
روي عن الصادق(ع)أنه قال لما ولد رسول الله(ص)عظمت قريش في العرب وسموا أهل الله وكان إبليس يخرق السماوات السبع فلما ولد عيسى(ع)حجب عن ثلاث سماوات وكان يخرق أربع سماوات فلما ولد رسول الله في عام الفيل في شهر ربيع الأول حين طلع الفجر حجب عن السبع كلها ورميت الشياطين بالنجوم المرجوم ثم توفي أبوه بالمدينة عند أخواله وهو ابن شهرين ودفعه عبد المطلب إلى الحارث بن عبد العزى بن رفاعة السعدي وهو زوج حليمة التي أرضعته وهي بنت أبي ذؤيب الشاعر وماتت أمه وهو ابن أربع سنين ومات عبد المطلب وله نحو من ثمان سنين وكفله أبو طالب عمه
Sayfa 21
فصل
اعلم أن معجزاته عليه وآله السلام على أقسام منها ما انتشر نقله وثبت وجوده عاما في كل زمان ومكان حين ظهوره كالقرآن الذي بين أيدينا نتلوه ونسمعه ونكتبه ونحفظه لا يمكن لأحد جحده أنه هو الذي أتى به نبينا محمد(ص)وإنما دخلت الشبهة على قوم لم ينكشف لهم وجه إعجاز وقد كشفنا ذلك ببيان قريب في كتاب مفرد.
والقسم الثاني على أقسام منها ما رواه المسلمون وأجمعوا على نقله وكان اختصاصهم بنقله لأنهم كانوا هم المشاهدين لذلك وظهرت بين أيديهم في سفر كانوا هم المصاحبين له أو في حضر لم يحضره غيرهم فلذلك انفردوا بنقلها وهم الجماعة الكثيرة التي لا يجوز على مثلها نقل الكذب بما لا أصل له.
والثاني من هذه الأقسام ما شاهده بعض المسلمين فنقلوه إلى حضرة جماعتهم وكان المعصوم وراءه فلم يوجد منهم إنكار لذلك فاستدل بتركهم النكير عليهم على صدقهم لأنهم على كثرتهم لا يجوز عليهم السكوت على باطل ومنكر يسمعونه فلا ينكرونه ولا منع كما لا يجوز أن ينقلوا كذبا ولا رغبة ولا رهبة هناك تحملهم على النقل والتصديق.
ومنها: ما ظهر في وقته(ص)قبل مبعثه تأسيسا لأمره.
ومنها: ما ظهر على أيدي سراياه في البلدان البعيدة إبانة لصدقهم في ادعائهم بنبوته لأنهم ممن لا تظهر منهم المعجزات إذ لم يكونوا من أوصيائه فيعلم بذلك تصديقه في دعواهم له.
ومنها: ما وجدت في كتب الأنبياء قبله من تصديقه ووصفه بصفاته وإظهار علاماته
Sayfa 22
والدلالة على وقته ومكانه وولادته وأحوال آبائه وأمهاته.
ومن معجزاته أيضا أخلاقه ومعاملاته وسيرته وأحواله الخارقة للعادة.
ومن معجزاته أيضا شرائعه التي لا تزداد على طول البحث عنها والنطق فيها إلا حسنا وترتيبا وإتقانا وصحة واتساقا ولطفا.
ونذكر أولا معجزاته الموجزة التي ظهرت عليه في حياته وتلك على أنحاء ومراتب فمنها ما ظهرت عليه قبل مبعثه للتأنيس والتمهيد والتأسيس.
ومنها: ما ظهرت عليه بعد مبعثه لإقامة الحجة بها على الخلق.
ومنها: ما ظهر من دعواته المستجابة.
ومنها: ما ظهر من إخباره عن الغائبات فوجد كلها صدقا.
ومنها: ما أخبر به ثم ظهر بعد وفاته (ص)
فصل من روايات العامة
14 فمن معجزاته خبر منتشر في مؤمن العرب وكافرها يتقاولون فيه الأشعار ويتفاوضونه في الديار أمر سراقة بن مالك بن جعشم قد تبعه متوجها إلى المدينة ملتمسا غرته ليحظى به عند قريش فأمهله الله حتى أيقن أنه قد ظفر ببغيته لا يمتري لقوته خسف الله به الأرض فساخت قوائم فرسه وهو بموضع صلب كأنه ظهر صفوان فعلم أن الذي أصابه أمر سماوي فناداه يا محمد فأجابه آخذا بالفضل عليه ورحمة لعباد الله وقد قال له ادع ربك يطلق فرسي وذمة الله علي أن لا أدل عليك بل أدفع عنك.
فدعا له فوثب جواده كأنه أفلت من أنشوطة وكان رجلا داهية وعلم بما
Sayfa 23
رأى أن سيكون له نبأ فقال له اكتب لي أمانا ولو عقل لتنبه فأسلم
. 14 ومنها: ما انتشر خبره أن أبا جهل اشترى من رجل طارئ من العرب على مكة إبلا فبخسه حقه وثمنه فأتى نادي قريش فذكرهم حرمة البيت فأحالوه على محمد(ص)استهزاء به لقلة منعته عندهم فأتى محمد(ص)فمضى معه ودق على أبي جهل الباب فخرج متخوف القلب وقال أهلا يا أبا القاسم قول الذليل فقال(ص)أعط هذا الرجل حقه فأعطاه في الحال فعيره قومه فقال رأيت ما لم تروا رأيت فالجا لو أبيت لابتلعني فعلموا أنه صدق بما أخبرهم لبغضه له
. ومنها: أن أبا جهل طلب غرته فلما رآه ساجدا أخذ صخرة ليطرحها عليه فألصقها الله بكفه فلما عرف أن لا نجاة إلا بمحمد(ص)سأله أن يدعو ربه فدعا الله فأطلق يده وطرح صخرته
. ومنها: أنه بهرت عقولهم لما أخبرهم من إسراء الله به من مكة إلى المسجد الأقصى بالشام فبات معهم أول الليل ثم اخترق الشام فبلغ من بيت المقدس سدرة المنتهى ورجع من ليلته.
وأنكره المشركون فامتحنوه بوسع طاقتهم فخبرهم عنه عيانا بمجيء عيرهم وبالبعير الذي يتقدم عليه غرارتان.
وأمر البعير أعجب العلامات لأنه أخبرهم قبل مجيئهم ولو كان يخبرهم عن
Sayfa 24
غير الله لم يدر لعله أن يتقدم بعير آخر فيجيء الأمر بخلاف ما أخبر.
ومنها:ما هو مشهور أنه خرج في متوجهه إلى المدينة فأوى إلى غار بقرب مكة يعتوره ويأوي إليه الرعاء قل ما يخلو من جماعة نازلين يستريحون فيه فأقام به(ع)ثلاثا لا يطوره بشر وخرج القوم في أثره فصدهم الله عنه بأن بعث عنكبوتا فنسجت عليه فآيسهم من الطلب فيه فانصرفوا وهو نصب أعينهم.
ومنها: أنه مر بامرأة يقال لها أم معبد لها شرف في قومها نزل بها فاعتذرت بأنه ما عندها إلا عنز لم تر لها قطرة لبن منذ سنة للجدب فمسح ضرعها ورواهم من لبنها وأبقى لهم لبنها وخيرا كثيرا ثم أسلم أهلها لذلك.
ومنها: أنه أتى امرأة من العرب يقال لها أم شريك فاجتهدت في قرائه وإكرامه فأخرجت عكة لها فيها بقايا سمن فالتمست فيها فلم تجد شيئا.
فأخذها وحركها بيده فامتلأت سمنا عذبا وهي تعالجها قبل ذلك لا يخرج منها شيء فأروت القوم منها وأبقت فضلا عندها كافيا وبقى لها النبي(ص)شرفا يتوارثه الأعقاب وأمر أن لا يسد رأس العكة.
ومنها: أنه مر بشجرة غليظة الشوك متقنة الفروع ثابتة الأصل فدعاها فأقبلت تخد الأرض إليه طوعا ثم أذن لها فرجعت إلى مكانها.
Sayfa 25
فأي آية أبين وأوضح من موات يقبل مطيعا لأمره مقبلا ومدبرا.
ومنها: أنه في غزوة الطائف مر في كثير طلح فمشى وهو وسن من النوم فاعترضته سدرة فانفرجت السدرة نصفين فمر بين نصفيها
وبقيت السدرة منفردة على ساقين إلى زماننا هذا وهي معروفة بذلك البلد مشهورة يعظمها أهله وغيرهم ممن عرف شأنها لأجله وتسمى سدرة النبي.
وإذا انتجع الأعراب الغيث عضدوا منه ما أمكنهم وعلقوه على إبلهم وأغنامهم ويقلعون شجر هذا الوادي ولا ينالون هذه السدرة بقطع ولا شيء من المكروه معرفة بشأنها وتعظيما لحالها فصارت له آية بينة وحجة باقية هناك.
ومنها: أنه كان في مسجده جذع كان إذا خطب فتعب أسند إليه ظهره فلما اتخذ له منبر حن الجذع فدعاه فأقبل يخد الأرض والناس حوله ينظرون إليه فالتزمه وكلمه فسكن ثم قال له عد إلى مكانك وهم يسمعون فمر حتى صار في مكانه فازداد المؤمنون يقينا وفي دينهم بصيرة وكان هنالك المنافقون وقد نقلوه ولكن الهوى يميت القلوب.
ومنها: أنه انتهى إلى نخلتين وبينهما فجوة من الأرض فقال لهما انضما
Sayfa 26
وأصحابه حضور فأقبلتا تخدان الأرض حتى انضمتا فأي حجة أوضح وأي عبرة أبين من هذه فأي شبهة تدخل هاهنا.
ومنها: أن رجلا كان في غنمه يرعاها فأغفلها سويعة من نهاره فأخذ الذئب منها شاة فجعل يتلهف ويتعجب فطرح الذئب الشاة وكلمه بكلام فصيح أنتم أعجب هذا محمد(ص)يدعو إلى الحق ببطن مكة وأنتم عنه لاهون فأبصر الرجل رشده وأقبل حتى أسلم وحدث القوم بقصته وكان أولاده يفتخرون على العرب بذلك فيقول أحدهم أنا ابن مكلم الذئب.
ومنها: أنه أتي بشاة مسمومة أهدتها له امرأة يهودية ومعه أصحابه فوضع يده ثم قال ارفعوا أيديكم فإنها تخبرني أنها مسمومة
ولو كان ذلك لعلة الارتياب باليهودية ما قبلها بدءا ولا جمع لها أصحابه ولا استجاز تركهم أكلها.
ومنها: أن أصحابه يوم الأحزاب صاروا بمعرض العطب لفناء الأزواد فهيأ رجل قوت رجل أو رجلين لا أكثر من ذلك ودعا النبي(ص)فانقلب القوم وهم ألوف معه فدخل فقال غطوا إناءكم فغطوه ثم دعا وبرك عليه فأكلوا جميعا وشبعوا والطعام بهيئته.
Sayfa 27
ومنها: أنهم شكوا إليه في غزوة تبوك نفاد أزوادهم فدعا بزاد لهم فلم يوجد إلا بضع عشرة تمرة فطرحت بين يديه فمسها بيده ودعا ربه ثم صاح بالناس فانحفلوا وقال كلوا بسم الله فأكل القوم فصاروا كأشبع ما كانوا وملئوا مزاودهم وأوعيتهم والتمرات بحالها كهيئتها يرونها عيانا لا شبهة فيه.
ومنها: أنه ورد في غزاته هذه على ماء قليل لا يبل حلق واحد من القوم وهم عطاش فشكوا ذلك إليه فأخذ سهما من كنانته فأمر بغرزه في أسفل الركي فإذا غرزوا ففار الماء إلى أعلى الركي فارتووا للمقام واستقوا للظعن وهم ثلاثون ألفا ورجال من المنافقين حضور متحيرين.
ومنها: أنهم كانوا معه في سفر فشكوا إليه أن لا ماء معهم وأنهم بسبيل هلاك فقال كلا إن معي ربي @HAD@ عليه توكلي وإليه مفزعي ثم دعا بركوة فيها ماء فطلب فلم يوجد إلا فضلة في الركوة وما كانت تروي رجلا فوضع كفه فيه فنبع الماء من بين أصابعه يجري وصيح في الناس فسقوا وأسقوا فشربوا حتى نهلوا وعلوا وهم ألوف وهو يقول اشهدوا أني رسول الله حقا.
ومنها: أن قوما شكوا إليه ملوحة مائهم فأشرف على بئرهم وتفل فيها وكانت مع ملوحتها غائرة فانفجرت بالماء العذب فها هي يتوارثها أهلها يعدونها
Sayfa 28
أعظم مكارمهم وكان مما أكد الله صدقه أن قوم مسيلمة لما بلغهم ذلك سألوه مثلها فأتى بئرا فتفل فيها فعاد ماؤها ملحا أجاجا كبول الحمار فهي بحالها إلى اليوم معروفة الأهل والمكان.
ومنها: أن امرأة أتته بصبي لها ترجو بركته بأن يمسه ويدعو له وكان برأسه عاهة فرحمها والرحمة صفته(ص)فمسح يده على رأسه فاستوى شعره وبرئ داؤه فبلغ ذلك أهل اليمامة فأتوا مسيلمة بصبي لامرأة فمسح رأسه فصلع وبقي نسله إلى يومنا هذا صلعا.
ومنها: أن قوما من عبد القيس أتوه بغنم لهم فسألوه أن يجعل لهم علامة يعرفونها بها فغمز بيده في أصول آذانها فابيضت فهي إلى اليوم معروفة النسل.
ومنها: أن أهل المدينة مطروا مطرا عظيما فخافوا الغرق فشكوا إليه فقال(ص)اللهم حوالينا ولا علينا فانجابت السحاب عن المدينة على هيئة الإكليل لا تمطر في المدينة وتمطر حواليها فعاين مؤمنهم وكافرهم أمرا لم يعاينوا مثله.
Sayfa 29
ومنها: أن قوما من العرب اجتمعوا عند صنم لهم ففاجأهم صوت من جوفه ويناديهم بكلام فصيح أتاكم محمد يدعوكم إلى الحق فانجفلوا مسرعين وذلك حين بعث(ع)فأسلم أكثر من حضر.
ومنها: أنه لاقى أعداءه يوم بدر وهم ألف وهو في عصابة كثلث أعدائه فلما التحمت الحرب أخذ قبضة من تراب والقوم متفرقون في نواحي عسكره فرمى به وجوههم فلم يبق منهم رجل إلا امتلأت منه عيناه
وإن كانت الريح العاصف يومها إلى الليل لتقصف بأعاصير التراب لا يصيب أحدا مثله وقد نطق به القرآن وصدق به المؤمنون وشاهد الكفار ما نالهم منه وحدثوا به وليس في قوى أحد من العالمين أن يرمي قوما بينه وبينهم مائتا ذراع وأكثر وهم كثير متفرقون طرفاهم متباعدان والتراب ملء كفه فعلم أن فاعل ذلك هو الله تعالى.
ومنها: أنه كان في سفرين من أسفاره قبل البعثة معروفين مذكورين عند عشيرته وغيرهم لا يدفعون حديثهما ولا ينكرون ذكرهما فكانت سحابة أظلت عليه حين يمشي تدور معه حيثما دار وتزول حيث زال يراها رفقاؤه ومعاشروه.
ومنها: أن ناقته افتقدت فأرجف المنافقون فقالوا يخبرنا بأسرار السماء ولا يدري أين ناقته فسمع(ص)ذلك فقال إني وإن أخبركم بلطائف السماء لكني لا أعلم من ذلك إلا ما علمني الله فلما وسوس إليهم الشيطان بذلك دلهم على حالها ووصف لهم الشجرة التي
Sayfa 30
هي متعلقة بها فأتوها فوجدوها على ما وصف قد تعلق خطامها بشجرة أشار إليها.
ومنها: أن القمر قد انشق وهو بمكة أول مبعثه يراه أهل الأرض طرا فتلا به عليهم قرآنا
فما أنكروا عليه ذلك وكان ما أخبرهم به من الأمر الذي لا يخفى أثره ولا يندرس ذكره وقول بعض الناس لم يروه ولم يره إلا واحد خطأ بل شهرته أغنت عن نقله على أنه لم يره إلا واحد كان أعجب وروى ذلك خمسة نفر ابن مسعود وابن عباس وابن جبير وابن مطعم عن أبيه وحذيفة وغيرهم.
ومنها: أن من كان بحضرته من المنافقين كانوا لا يكونون في شيء من ذكره إلا أطلعه الله عليه وبينه فيخبرهم به
حتى كان بعضهم يقول لصاحبه اسكت وكف فو الله لو لم يكن عندنا إلا الحجارة لأخبرته حجارة البطحاء ولم يكن ذلك منه ولا منهم مرة بل يكثر ذلك من أن يحصى عدده حتى يظن ظان أن ذلك كان بالظن وبالتخمين كيف وهو يخبرهم بما قالوا على ما لفظوا ويخبرهم عما في ضمائرهم فكلما ضوعفت عليهم الآيات ازدادوا عمى لعنادهم.
ومنها: أن سلمان أتاه فأخبره أنه قد كاتب مواليه على كذا وكذا ودية وهي صغار النخل كلها تعلق وكان العلوق أمرا غير مضمون عند العاملين على ما جرت به عادتهم لو لا ما علم من تأييد الله لنبيه فأمر سلمان بضمان ذلك لهم فجمعها لهم
Sayfa 31
ثم قام(ع)فغرسها بيده فما سقطت منها واحدة وبقيت علما معجزا يستشفى بثمرتها وترجى بركاتها وأعطاه تبرة من ذهب كبيضة الديك فقال اذهب بها وأوف بها أصحابك الديون فقال متعجبا مستقلا لها أين تقع هذه مما علي فأدارها على لسانه ثم أعطاها إياه إنما هي قد كانت في هيئتها الأولى ووزنها لا تفي بربع حقهم فذهب بها وأوفى القوم منها حقوقهم.
ومنها: أن الأخبار تواترت واعترف بها الكافر والمؤمن بخاتم النبوة الذي بين كتفيه عليه شعرات متراكمة تقدمت بها الأنبياء قبل مولده بالزمن الطويل فوافق ذلك ما أخبروا عنه في صفته.
ومنها: أن أحد أصحابه أصيب بإحدى عينيه في إحدى مغازيه فسالت حتى وقعت على خده فأتاه مستغيثا به-
Sayfa 32
فأخذها فردها مكانها وكانت أحسن عينيه منظرا وأحدهما بصرا.
ومنها: أنه أتى يهود النضير مع جماعة من أصحابه فاندس له رجل منهم ولم يخبر أحدا ولم يؤامر بشرا إلا ما أضمره عليه وهو يريد أن يطرح عليه صخرة وكان قاعدا في ظل أطم من آطامهم فنذرته(ص)نذارة الله فقام راجعا إلى المدينة وأنبأ القوم بما أراد صاحبهم فسألوه فصدقهم وصدقوه وبعث الله على الذي أراد كيده أمس الخلق به رحما فقتله فنفله رسول الله(ص)بماله كله.
ومنها: أن ابن ملاعب الأسنة كان ببطنه استسقاء فبعث إليه يستشفيه-
Sayfa 33
فأخذ(ص)بيده جثوة من الأرض فتفل عليها ثم أعطاها رسوله فأخذها متعجبا يرى أنه قد هزأ به فأتاه بها وإذا هو بشفا هلاك فشربها فأطلق من مرضه وغسل عنه داؤه.
ومنها: أن امرأة من اليهود عملت له سحرا وظنت أنه ينفذ فيه كيدها والسحر باطل محال إلا أن الله دله عليه فبعث من استخرجه وكان على الصفة التي ذكرها وعلى عدد العقد التي عقد فيها ووصف ما لو عاينه معاين لغفل عن بعض ذلك.
ومنها: أنه كان على جبل حراء فتحرك الجبل فقال له النبي(ص)اسكن فما عليك إلا نبي أو وصي وكان معه علي(ع)فسكن.
ومنها: أنه انصرف ليلة من العشاء فأضاءت له برقة فنظر إلى قتادة بن النعمان فعرفه وكانت ليلة مطيرة فقال يا نبي الله أحببت أن أصلي معك فأعطاه عرجونا وقال خذ هذا فإنه سيضيء لك أمامك عشرا فإذا أتيت بيتك فإن الشيطان قد خلفك فانظر إلى الزاوية على يسارك حين تدخل فاعله بسيفك-
Sayfa 34
فدخلت فنظرت حيث قال رسول الله(ص)فإذا أنا بسواد فعلوته بسيفي فقال أهلي ما ذا تصنع.
وفيه معجزتان إحداهما إضاءة العرجون بلا نار جعلت في رأسه والثانية خبره عن الجني على ما كان.
ومنها: أن جارية كان يقال لها زائدة كثيرا ما كانت تأتي رسول الله(ص)فأتته ليلة وقالت عجنت عجينا لأهلي فخرجت أحتطب فرأيت فارسا لم أر أحسن منه فقال لي كيف محمد قلت بخير ينذر الناس بأيام الله فقال إذا أتيت محمدا فأقرئيه السلام وقولي له إن رضوان خازن الجنة يقول إن الله قسم الجنة لأمتك أثلاثا فثلث يدخلون الجنة بغير حساب وثلث يحاسبون حسابا يسيرا وثلث تشفع لهم فتشفع فيهم قالت فمضى فأخذت الحطب أحمله فثقل علي فالتفت ونظر إلي وقال ثقل عليك حطبك فقلت نعم فأخذ قضيبا أحمر كان في يده فغمز الحطب ثم نظر فإذا هو بصخرة ناتئة فقال أيتها الصخرة احملي الحطب معها فقالت يا رسول الله فإني رأيتها تدكدك حتى رجعت فألقت الحطب
Sayfa 35
وانصرفت.
ومنها: أنه أتاه رجل من جهينة يتقطع من الجذام فشكا إليه فأخذ قدحا من الماء فتفل فيه ثم قال امسح به جسدك ففعل فبرأ حتى لا يوجد منه شيء.
ومنها:ما رواه أبو سعيد الخدري أن عميرا الطائي كان يرعى بالحرة غنما له إذ جاء ذئب إلى شاة من غنمه فانتهزها فحال بين الذئب والشاة إذ أقعى الذئب على ذنبه فقال ألا تتقي الله تحول بيني وبين رزق ساقه الله إلي فقال الراعي العجب من الذئب يكلمني فقال الذئب أعجب من هذا رسول الله بين الحرتين يحدث الناس بأنباء ما قد سبق فأخذ الراعي الشاة فأتى بها المدينة ثم أتى النبي فأخبره فخرج النبي إلى الناس فقال للراعي قم فحدثهم فقام فحدثهم فقال النبي(ص)صدق الراعي.
Sayfa 36