فانخفض صوتها وهي تقول: مسكينة، كنت أحبها، وبابا لم يرغب أبدا في طردها.
وقطبت الأم عند ذكر «بابا»، وغامت عيناها بذكريات مقلقة فيما بدا، وقالت بصوت جاف: كفى، الله يرحمها، وكفى.
وأعادت النظر إلى الصورة، وتمتمت: ليست الملابس بملابس خادمة. - لعلها ...
فقاطعتها قائلة: ليكن السبب ما يكون، ولكنني لم أظلمها، والله يرحمها.
وساد صمت، ثم قالت الفتاة: البوليس يناشد من يتعرف على الصورة أن يتقدم للإدلاء بمعلوماته.
فقالت الأم بحزم: لقد انقطعت صلتها بنا منذ خمسة أعوام، ولن نفيد التحقيق شيئا، وأنت لا تتصورين المتاعب التي يتعرض لها من يذهب إلى البوليس.
ورمت بالجريدة بعيدا، وهي تقول: أي صباح هذا يا ربي؟! •••
ووقع بصر السيد أنور حامد على الصورة، وهو يتصفح الجريدة في فترة استراحة قصيرة في أثناء عمله بإدارة التفتيش. حملق فيها بانزعاج لم يخف عن زميله في الحجرة، فسأله: خيرا إن شاء الله!
فطوى الجريدة وهو يتمالك نفسه، قائلا: صديق توفي.
ولكن اجتاحه اضطراب لم يفارقه طوال الوقت، شلبية العاملة بالمشغل، الجميلة العذراء، التي اضطر آخر الأمر إلى أن يتزوج منها زواجا عرفيا، وبسوء نية اشترط عليها ألا تنقطع عن العمل، ولما حملت اغتصب منها موافقة على الإجهاض، وقالت وهي تبكي: أنت لا تحبني، ولا تعدني زوجة!
Bilinmeyen sayfa