ولكن من يدريني؟ ربما اتصل بها عن غير طريق الزيارة، هيهات ... أيكون عنده جمالي هذا جميعا، وينظر لغيري؟ لم يخلق بعد الرجل الذي يتزوج مثلي - إن كان لي مثل - وينظر إلى غيري، لا لم يوجد.
كانت وحدها في الغرفة، وكانت بسبيلها إلى الخروج لتشتري الأثاث الجديد لبيت الزوجية؛ فقد أصرت ألا تقيم في بيت كان فيه مع زوجة أخرى، فهي لم تكتف أن يطلق ناهد، وإنما أرادته أن يطلق حياته السابقة جميعا، وكانت قد أحبت عبير، ولم تر بأسا أن تظل معه إذا أراد ذلك، وقد رأت فيها وسيلة تجعله لا يفكر في إنجاب أطفال آخرين.
واشترى دري فيلا جديدة ليقيم فيها، وترك شقته لزوجته وابنته، ولم يقل شيئا لهذه أو لتلك، وإنما ترك البيت في موعده العادي الذي يتركه فيه كل يوم، وبعد ساعة وبعض الساعة كانت ورقة الطلاق في يد ناهد، وجن بها الجنون، ولم تجد أحدا تحادثه، وحاولت أن تتصل بسهام، فوجدتها في الإسكندرية، ثم اتصلت بصديقات غيرها، وما لبث الخبر أن أصبح قنبلة بين من يعرف الزوجين، ومن لا يعرفهما.
وأقام دري بفندق مينا هاوس، وذهبت إليه عبير، وقالت الطفلة المسكينة كلاما كان واضحا أنها لا تفهمه، وإنما لقنته تلقينا. - بابي، هل طلقت مامي؟ - لا شأن لك بهذا يا عبير. - وأنا إلى أين أذهب؟ - عند مامي وعندي. - ولكن لماذا يا بابي؟ - ستعرفين في يوم ما يا ابنتي، في يوم ما ستعرفين. - صحيح، هل ستخبرني؟ - المؤكد أنني سأخبرك. - أتحبني يا بابي؟ - هل تشكين في هذا؟ - لا. - فلماذا تسألين؟ - لا أعرف، أردت أن أسأل.
كان هذا هو السؤال الوحيد الذي صاغته عبير دون تلقين.
وسرعان ما كتب دري كتابه على إلهام، فكانت قنبلة ثانية، ثم انشغل الناس كل بخاصة شأنه، وفرغت إلهام لشراء الأثاث، وتهيأ دري لحياة جديدة.
4
كان طبيعيا أن تزورها أمها ... وكان طبيعيا أيضا أن تأتي معها الدادة آمنة.
إنها لا تستطيع أن تنظر إليها. كانت آمنة آخر إنسان تحب أن تراه في لحظتها النكدة هذه.
إنها هي صندوق أسرارها، تعرف كل شيء منذ ذلك اليوم الذي التقت فيه بدري.
Bilinmeyen sayfa