ومرت السنون.
وكبرت عبير.
ألا يجدر بي أن أعيش مع سيدة أحترمها على الأقل، كيف أستطيع أن أكمل حياتي مع سيدة اغتصبت حياتي معها، وأرغمتني عليها إرغاما.
ليس الحب ما أبحث عنه، وإنما الاحترام، والاطمئنان لبيتي، كيف أستطيع أن أطمئن على بيتي والسيدة التي فيه دبرت زواجي منها كما تدبر المؤامرات؟
ألا أخشى إذا تركت البيت، ولم تجد الرقيب أن ترتكب من الأفعال ما يسيء إلى سمعة ابنتي؟
لقد فكرت في هذا أيضا، وأغلب الأمر أنها لن تفعل، إنها خبيرة في المؤامرات وستحاول أن تبدو أمام عبير مجنيا عليها بغير سبب.
ألا أخشى أن تكرهني عبير؟
إنها تعبدني.
وأنا أعبدها، ولا أستطيع أن أقول لها عن أمها شيئا، ستغضب عبير، ولكنها ستصفح، ستظن وسأجعلها تظن أنني أحببت إلهام ... والحب عند سنها هذه شيء مقدس، وستحاول أن تبدو وكأنها فهمت كل شيء، وأنها تقدر مشاعري وستصفح؛ لأنها تريد أن تصفح، عجيب شأن الناس وتفكيرهم؛ أخلاط من المشاعر والآراء تلتقي بلا معنى، وتفترق بلا مبرر، ولكن مع كل هذا ما الذي جعلني أفكر في الروس والحرية والجنة والنار أيضا؟ ما دخل هذا جميعه بناهد أو إلهام أو عبير أو أنا؟ أنا لا أدري.
3
Bilinmeyen sayfa