وهنا يتحتم علينا درس أربعة آلاف سنة من تاريخ مصر والفراعنة؛ لأنه تاريخ التطور الاجتماعي والاقتصادي والديني في أشكاله الأولى. (4)
يجب بعد ذلك أن ندرس الأمم القديمة، كالبابليين والفينيقيين والإغريق والرومان والصينيين والهنود. (5)
ثم دراسة العرب، مع زيادة في التفصيل لعلاقتنا الخاصة بهم. (6)
دراسة القرون الوسطى. (7)
دراسة النهضة. (8)
ثم دراسة التطور الاقتصادي الذي نشأ في أوروبا منذ 170 سنة والذي ما زلنا في سياقه، وهنا نحتاج إلى دراسة نظرية التفسير الاقتصادي للتاريخ.
وعلى القارئ أيضا أن يدرس نحو عشر ثورات عالمية، كثورة الإنجليز على الملك تشارلس الأول، وثورة الفرنسيين على البوربون، والثورة الأمريكية، وثورات روسيا وتركيا والصين والهند؛ فإن الرقي البشري احتاج مرات كثيرة إلى الثورة.
وكتابي «الثورات» يستحق هنا عناية القارئ.
وخير من أن نقرأ تاريخ أمة، بعد أمة، يجب أن ندرس تاريخ العلوم والفنون، فإذا درسنا مثلا تاريخ الكيمياء، وكيف انتقلت من مصر إلى أوروبا وانتهت بإيجاد عوامل اقتصادية في الصناعة والزراعة، أو درسنا تاريخ الطب أو تاريخ القوانين انفتحت بصيرتنا للفهم أكثر مما لو قرأنا تاريخ مصر أو تاريخ إنجلترا؛ لأن الطريقة الأولى توجهنا وجهة بشرية عالمية، أما الثانية فتحد من تفكيرنا بحدود القطر الذي ندرس.
دراسة الاقتصاديات
Bilinmeyen sayfa